تَـجَلّياتٌ في رِحْلةِ مَانْــــديلاَ
يَمشِي وفي دَمِه الأحلامُ والنَّدَمُ
كَدَمْعةٍ فَوق خَدّ الطفلِ يَبْتَسمُ
لاَ أُمَّ يا ربّ تَرْمِيه على مَضَضٍ
يا قَلبَهَا فارغًا والحُزنُ يَضْطرمُ
يَمشي وَحيدًا على مِرآةِ أَسئلةٍ
وَحالوا زُمَرًا لَكنّهمْ سَئِموا
أَمْشــي على الماءِ لا نوحٌ فَيَحـْــملَــني
وابْــنِي على شاطئِ (الجُودِيّ) يَعْـتصمُ
أَمْـــشي وحيدًا اِكْـتشافاتٌ تُراوِدُني
آَنَــــسْتُ نَار هُدًى فَاسّاقَطَ الحُـلُـمُ
أَمشي وحيدًا و(دِيغُولٌ) يُلاحِقُـني
وأَلْـــفُ طَاغِيةٍ والمَــــوْجُ يَلْــتَطِـمُ
كَأَنَّ يَـعــــقوبَ لمَــّا اشْتَــــدَّ يُـــوسُفُـــه
في البُــــعْــدِ ثُــمَّ لِحُــزْنٍ هـزّهُ الأَلـَــمُ
سُبْــحانَ مَنْ أَكرم الإنسانَ يُدْهِشُني
أَنّ الــزّنُوجَ لِــمَـنْ باعُـــوهُـــــمُ خَــدَمُ
كَأَنَّ دَعْــــوةَ نُـــــوحٍ لا تُــــفــــارِقُـــــنا
وكُـــلّ مَــنْ كَـــتَـــبوا التّـــاريخَ ما فَهموا
كَــمْ قَـد قُــتِـلنا وكــم من حُرّةٍ سُبِيتْ
ثُـــمّ انْـــتَــفَضْــنا فَكانَ الخــوفُ والنّـدَمُ
آمَـــنْــتُ يا ربّةَ الأَشعارِ مِلْيءُ دَمِي
دامَ حُلْمي مَعِي فَلْيُعْبَدُ القَلَمُ
إِنْ ضَنّ (زِرْيابُ) عَنْ تَلْحينِ قَافِيتي
فهلْ سَيُــنكرُ أَنّي الفارسُ العَلَمُ
أنا الذي خَلقَ الأشعارَ فِي كَـبَدٍ
فآمنتْ يِحروفى العُرْبُ والعَجَمُ
سامحتُ مَن سَرقوا أَجْدادنا، نَهَبوا
باسمِ الحَضارةِ والأطفالَ ما رَحِموا
منْ أطلقوا الرُّعْبَ فِينَا غَـــيّروا لُغَتي
واسْتَعْبدونا قُرونًا والبِلادُ دَمُ
سامَحْـتُـهمْ عَنْ سِنينِ السّجْـنِ لَفْحَـتِها
فالحُــرُّ يَعْـفوا بِـــحُبّ كَــيْفَ يَــنْـتَـقمُ
أَمْشي لأَمْنــحَ لِلثّوارِ فُرْصَتَــهُمْ
ما زالَ حَلاّجُ رُغْم الحَبْلِ يَــبْـتَسِمُ
غَدًا سَأَرْحَلُ في كَفَّيَ أَسئلَةٌ
ليَسْـهرَ الخَلقَ جَرّاها وَيَخْــتَصِموا
إذا مَرَرْتِ بِقَـبري وَالقَصيدُ رُؤًى
لاَ تُوقِظِيني دَعِي النـُّـقادَ يَــحْـتَكِــموا