الأديب /عبدالرحمن أحمد سعيد باجنيد

النسخة الثالثة القصيدة العربية

الأديب /عبدالرحمن أحمد سعيد باجنيد

المركز الثالث في القصيدة العربية من دولة السعودية

قصيدة القدس دم ونار

العيــــــــن تقطــر من آماقنا مطــرا           والقلــب أنَّ ومن أحـــزانـــنا انفـــطـرا

ومقلة الكــون زاغــت عنـد رؤيتــنا          وناطــق الدهرِ لا يــــــــروي لنا خبــرا

والشمس ترنـــــو إلى صبح تهيم به          وما يــزال الصبـــــاح الغَضُّ منْتَظَــــرا

كـأس المهانــــــــة لا تحلـو لشاربها          ولُبْــــسُ ذلتنــا عـــارٍ لمــــــن نظـــــرا

وقدسُنا تحـت حبــــــل الشنـق ماثلةٌ          والقتــــــل والمـوت في جلبابهــا استترا

كأنمـــــا صرخــت والمـاء في فمها          ضــاع الصراخ فهل تَسْتَنْجِــــــدُ الجُدُرا

معزوفةُ الموت لم تــــرأف بعازفها          أمْضَتْ بأضلعـهِ الأعــــوادَ والوتـــــــرا

يا قـــــــــومُ ذُلٌّ علــينـا أن نداهنهـم          فليـــــس أعداؤنــا إنســـا ولا بـــشـــــرا

سيوفنــــــا بللــــــت دمعًـا مَغَامِدَهَـا           وخيلُنا ما ارتضت إذ ولَّـــتِ الدبـــــــرا

يا أمتي عجبـًـا للنـور محـــــتجــــبًا          مستغشيا سحبًــا لا يرفــــــــع البصــــرا

في القدس مغتصــبُ الأحرارِ قاتلُهم          يقضي بها وَطَـــــرًا جهـــرا إذا سَـــكِرا

ما زال مركــبُــنا مـــن دون أشرعةٍ         وسْـطَ المحيـــطِ فلا تسْتعـجـبِ الخـــورا

قبطانُه لــــم يفـــــقْ من طولِ نوبتـهِ          قد بات في ليلــــه يستعــــذبُ الســــهرا

زوابعُ البحـرِ في أرجائنــــا عصفت          ففــــــرقتنـــــا ومــوج البحـر كم غـدرا

والركبُّ ما عرفـوا قطَّا بما اقترفـوا          كأن ناظـــرهــــم فــي ظنهــم سُحِـــــرا

والبحـر يشهــقُ أنفــاسًـا مــــروِّعةً            تزيد مبــــصرهــا الأهـــــوالَ والكـدرا

لكن إذا أخـــــذت أمــــواجُـه بطـلًا           ينجــو فما خـــاب من يدعــو وقد صبرا

إن ألجم الخوف أفواهًا لمن نطقــــوا         فالحق حنجرةٌ تستنطــــــــــق الحجــــرا

ما حلكة الليل إن بانــت لنا شهـــبٌ          مـن بيــن أرواحنـــــا تزجي له قمــــــرا

يروي الشهيــــد بساتيــن الإباء دما          فتنـبـــــت الأرض من أشلائـــــه نمـــرا

تــوارث الــعزم لم تصغـر به قمـمٌ           كأنمـــــا العــز من أســــلافــــــه انحدرا

أو أنَّـه لُقِّـــــن الأمجــاد في صغــرٍ         مع الأذَان فما قـــــــد هـــــان إذ كـــبـــرا

تظـــــل رايــاتنـــــا خفاقــةً أبـــــدا         ما دام مقدامنـــا في القــدس مصطـــبـــرا

                              ********************