مَن أنتَ؟ لا أدْري، أضعْتُ مُرادي |
في مُعجَمِ الأشباهِ والأضْدادِ |
|
مِنْ أَيِّ مِنطَقَةٍ أَتَيتَ مُجَنَّسا |
بِعُروبَةٍ عَجَمِيَّةِ الْأبعادِ؟ |
|
تَاريخُكَ الزِّنجِيُّ غَيرُ مُسجَّلٍ |
مِن تُهْمةِ التَّعرِيبِ في الأجْدادِ |
|
هَل أنتَ مِن أَفْريقِيا؟ مِن بَرِّها؟ |
مِن بَحْرها؟ مِن جَوِّها المُتمَادي؟ |
|
مَهْلا أَنَا لا عِلمَ لي بِمَسائلِ الْـ |
جُغَرافِيَا مِنْ حاضرٍ أوْ بادِي |
|
في الْأصْل زِنْجِيٌّ أنا، مِن أَخْمَصِ الْـ |
قَدَمَيْنِ حَتَّى ما وراءَ سَوادِي |
|
زِنْجِيَّتِي مَغْروسةٌ أَعْرَاقُها |
في القَلبِ وَالأضْلاعِ وَالْأكْبادِ |
|
لكِنَّني بِالضَّادِ نِصْفُ مُعَرَّبٍ |
نَسَبٌ خِلافُ الْواقِعِ المُعتادِ |
|
لُغَةٌ عَشِقتُ تَلِيدَها وطَرِيفَها |
عِشْقا تَغَلْغلَ في دمِي وفُؤادي |
|
نَغَمَاتُها الفْصحى تُثيرُ صَبابَتي |
مِنْ رَوْعةِ الإيقاعِ وَالإنْشادِ |
|
مِن فَرْطِ ما افْتَتَنَ الخَيَالُ بِحُسنِها |
أُنْسِيتُ بَعدَ الجَهدِ طِيبَ رُقادي
|
|
وَاهًا لها لغةً تَواتَر ذِكْرُها |
في كلِّ مَتْنٍ ثَابِتِ الإسْنادِ |
|
هيَ وَحدَها لُغةُ السّماءِ، سَلُوا الضُّحى |
وَالنَّجْمَ وَالشُّعراءَ عنْ أشْهادي! |
|
منْ مُحكَمِ التّنزيلِ يَنبَعُ فَيضُها |
بِالْكوْثَر الْمَوفُورِ لِلْوُرّادِ |
|
وَتَمُدُّها بِالمُعْجِزاتِ بَلَاغَةٌ |
نَبَويّةٌ تُعطِي بِغَيرِ نَفادِ |
|
أبْحِرْ بِعُمقِ مَجازِها وخَيالِها |
لِيَسيلَ بِالإبداعِ كُلُّ مِدَادِ |
|
بِبَيَانِها تَتزيَّنُ الْكَلِماتُ مِـثْـلَ |
تَزَيُّنِ الْأيّامِ بِالأعْيادِ |
|
وَمتَى تَرَنَّمَ بُلبُلٌ بِحُرُوفِها |
تَتَراقَصُ الأَسماعُ مِنْ إِسْعَادِ |
|
تَاريخُها عَزْمٌ، طُمُوحٌ، نَهْضَةٌ |
ومآثِرٌ عَزَّتْ على التَّعدَادِ |
|
لُغَةٌ عَلَى يَدِها تَرَبَّتْ أُمّةٌ |
حَلَّتْ مَحَلَّ الشّمسِ في الْأمجَادِ |
|
هي وحْدَها أمُّ اللُّغاتِ، بِدَرِّها | يَنمُو الكلامُ بِطِيبَةٍ وسَدادِ | |
مهمَا جَرى الإفلاسُ في لُغَةٍ أتَى |
قَامُوسُها بِخَزائِنِ الإمْدادِ |
|
بِالنَّحْوِ والتَّصريفِ والإمْلاءِ لا |
تَخشَى على الإنتاجِ لَحْنَ جَرادِ |
|
يَا ضَادُ إِنّي فارِسٌ لكِ كُلّما |
نادى إلى خَطِّ الدِّفاعِ مُنَادِ |
|
دَرَّبتُ حَرفي جَيشَ نثْرٍ شَاعِر |
مِن خِيرَةِ الأبطَالِ وَالقُوّادِ |
|
إِن كُنتُ مِن عَجَمٍ، فَلي نَسَبٌ إِلى |
نَبْعِ الْعُروبَةِ من خِلَالِ الضَّادِ |
|
قُلْ: أَعْجَمِيٌّ نِسْبَتي، لَكِنَّنِي |
الْعَرَبِيُّ دُونَ شَهَادَةِ الْميلادِ. |