الأديبة / نورا ردمان محمد

النسخة الرابعة القصة القصيرة

الأديبة / نورا ردمان محمد

المركز الثاني في فرع القصة القصيرة من دولة اليمن

عين الكاميرا

 

جرتني أمي من ذراعي بسرعة، أدخلتني الغرفة، قالت بحزمٍ وهي تلوح بسبابتها؛ لا تخرج مهما حدث، ثم صفقت الباب بشدة.

كان الخوف يملأ تقاسيم وجهها، والرجفة تلعو صوتها، أخذني فضولي لأنظر من ثقب الباب، الضوضاء تعلو في الخارج وأصوات أقدامٍ كثيرة تقترب ثم تبتعد، صوت جهوري يصرخ أقتلوا الجميع، صغارًا وكبارًا، لا تتركوا أحدًا، ثم دوّت أصوات الرصاص…

انزويت أسفل الباب، واضعًا يديّ على أذنيّ، مغمضًا عينيّ بشدة، وعمّ الظلام المكان!

عندما تخاف أغمض عينيك، وتخيل كل الأشياء التي تحبها؛ هكذا أخبرتني أمي يومًا…

قالت؛ العين كالكاميرا تلتقط صورًا كثيرةً كل يوم، لا تنظر إلا لما يسرّك، كنت ألعب معها هذه اللعبة ؛ نتخيل كل ما نريد، ونبحث عن كل شيء يشبه عين الكاميرا.

لم أكن أعلم مايدور بالخارج، الدماء في كل مكان، أصوات الأقدام والرصاص بدأت تبتعد وتهدأ.

عدتُ أشاهد من ثقب الباب، كأن لا أحد هناك، ثم تبادر إلى ذهني أنَّ ثقب الباب يشبه عين الكاميرا، لوهلة نسيت كل شيء، وفرحت، فرحت بما اكتشفته، فتحتُ الباب في عُجالة، خرجت لأخبر أمي بما اكتشفته.

هناك سمعت الصوت الجهوري ذاته، كان ضخم الجثة، طويلًا، غليظ الملامح، وجّه ماسورة بندقيته بإتجاهي، إلى ما بين عينيّ تحديدًا، أملتُ رأسي يُمنةً ويُسره محملقًا بفوهة البندقية،

لقد اكتشفت شيئَا آخر جديدًا؛ فوهة البندقية أيضًا تشبه عين الكاميرا…