سيرة ملك شغل الدنيا وأبهر الناس
الملك المعظم سلمان بن عبد العزيز
إعداد أشرف فؤاد
باحث في سلك الدكتواره
تخصص العلوم السياسية
المغرب
بسم الله الرحمن الرحيم
فهرست
مقدمة…………………………………………………………………………………………………5
1 – سيرة ملك………………………………………………………………………………………..5
1 – 1 – مولده………………………………………………………………………………………..5
1 – 2 – نشأته………………………………………………………………………………………..5
2- شخصيته القيادية…………………………………………………………………………….6
2 -1- الشواهد المحصل عليها………………………………………………………………….7
2 – 2 – الجوائز و الأوسمة الممنوحة…………………………………………………………..8
3- نماذج من إنجازاته الكبرى على المستوى الداخلي…………………………………..10
3 – 1 – في المجال الديني…………………………………………………………………………11
3 – 2 – في مجال العمل الاجتماعي……………………………………………………………13
3 – 3 – في المجال الاقتصادي………………………………………………………………….14
3 – 4 – في المجال العلمي والتعليمي………………………………………………………….20
3 – 5 – في المجال الإداري والرقمي…………………………………………………………..22
3 – 6 -في المجال القانوني والحقوقي………………………………………………………….25
4- نماذج من إنجازاته الكبرى على المستوى الخارجي…………………………………..28
4- 1- على مستوى العالم العربي و الإسلامي…………………………………………………………28
4- 2 – على المستوى العلم الغربي………………………………………………………………………….31
4 – 2 – 1- المساعدات……………………………………………………………………………32
4 – 2 – 2 – العلاقات الدولية…………………………………………………………………..33
خاتمة ……………………………………………………………………………………………..35
لائحة المراجع……………………………………………………………………………………..37
تلخيص
نسعى في هذا المقال إلى مقاربة بعض الملامح العامة من السيرة الخالدة للملك المعظم سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- والوقوف على أهم المنجزات التاريخية التي قام بها والتي جعلت المملكة العربية السعودية تعرف ازدهارا كبيرا في عهده وتخطو خطوات جبارة نحو التقدم والنماء. كما أننا سنقدم صورة إجمالية لأهم تأثيراته على محيطه العام، سواء تعلق الأمر بالعالم العربي والإسلامي أو العالم الغربي. موجهنا العام في هذا المقال هو أن للمملكة العربية السعودية دورا رياديا حاسما يؤهلها لقيادة العالم العربي والإسلامي ويمَكنها من إحداث الفارق، سواء على المستوى الوطني أو على المستوى الدولي. تشهد على ذلك الرؤية الرشيدة لملوكها وحكامها وعلى رأسهم جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله، كما يشهد على ذلك طموح ولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان.
Summary
In this article, we seek to approach some of the general features of the immortal biography of the great King Salman bin Abdulaziz- may God protect him – and to emphasize the most important historical achievements that he made, which made the Kingdom of Saudi Arabia know great prosperity during his reign and take huge steps towards progress and development. We will also present an overview of its most important effects on its general environment, whether it is related to the Arab and Islamic world or the Western world. Our general conception in this article is that the Kingdom of Saudi Arabia has a decisive pioneering role that qualifies it to lead the Arab and Islamic world and enables it to make a difference, whether at the national or international level. This is witnessed by the wise vision of its kings and rulers, headed by His Majesty King Salman bin Abdulaziz – may God protect him, as well as the ambition of the Crown Prince, His Highness Prince Muhammad bin Salman.
مقدمة
نستهل المعمارية العامة المؤسسة لهذا المقال بتناول السيرة العامة للملك المعظم سلمان بن عبد العزيز في المقام الأول، حيث سنتناول مولده ونشأته ومختلف الشهادات والشواهد التي تقوم نصبا شاهدا على المجهودات الجبارة التي قام بها في مختلف الميادين. لننتقل في المقام الثاني، إلى نقل صورة عامة عن مختلف إنجازاته الوطنية والعربية والدولية. ونشير بدءا إلى أن هذا المقال هو بذرة لمشروع ننوي إنجازه افتخارا واحتفاء بالملك المعظم سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله-.
1 – سيرة ملك
1 – 1 – مولده
ولد خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- في مدينة الرياض يومه الخامس من شوال 1354هـ الموافق لـ 31 ديسمبر 1935. وهو سلمان بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل بن تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود بن محمد بن مقرن بن مرخان بن إبراهيم بن ربيعة بن مانع بن ربيعة المريدي[1]، وهو الابن الخامس والعشرون للمغفور له الملك عبد العزيز آل سعود، والملك السابع للمملكة العربية السعودية والحاكم العشرون من أسرة آل سعود والقائد الأعلى للقوات العسكرية.
1 -2- نشأته
التحق جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز في صباه بمدرسة الأمراء بالرياض، لينتقل بعد ذلك إلى المعهد السعودي بمكة المكرمة، وقد نشأ في جو يجمع مابين الدين والعلم، حيث درس العلوم الدينية والعلوم الحديثة، وختم القرآن الكريم وهو في سن العاشرة على يد إمام المسجد الحرام المرحوم عبد الله خياط[2]. كان والده المغفور له الملك عبد العزيز شغوفا بمجالس العلماء والفقهاء والأدباء، فورث عنه حفظه الله هذا الشغف، إذ كان يرافقه في اللقاءات المتواترة مع الملوك والرؤساء العرب وحكام العالم[3] ، وهذا أسهم بشكل كبير في تكوين شخصيته، مما أهله لأن يكون قريبًا من صناع القرار ومستشارًا لإخوانه من الملوك، وأمين سر العائلة ورئيس مجلسها[4].
نشأ جلالته محبا للعلم، حريصا على النهل من ينابيعه. تشهد على ذلك مكتبته التي تزخر بآلاف الكتب من مختلف التخصصات، أضف إلى ذلك المخطوطات والمصاحف الثمينة[5]، كما تشهد على ذلك عنايته السامية بالباحثين ودعمه لهم بطبع مؤلفاتهم[6].
سنة 1954 الموافق ل 1373 ه، عين جلالته أميرا بالنيابة لمنطقة الرياض، وهو لم يتجاوز التاسعة عشرة من عمره، وقد أثبت كفاءة عالية رغم صغر سنه، فتم تعيينه بعد سنة أميرا على المنطقة، وذلك في 25 شعبان 1374ه الموافق 18 أبريل 1955م[7] ، ليفتح مسارا جديدا للمملكة السعودية نحو النماء والازدهار والرخاء. دام عطاؤه لهذه المنطقة أكثر من 50 سنة كانت حافلة بالإنجازات الرائدة على مختلف الأصعدة..
سنة 2012 عين وزيرًا للدفاع . وهي السنة التي اختاره فيها العاهل السعودي المغفور له عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ولياً للعهد، ليتولى بعد وفاته عرش المملكة العربية السعودية في 3 ربيع الثاني 1436 هـ الموافق 23 يناير 2015.[8]
ويُعد جلالة الملك سلمان، ثالث ملوك الدولة الذين يحملون لقب «خادم الحرمين الشريفين»، والذي حمله من قبله كل من شقيقه الملك الراحل فهد بن عبد العزيز وأخيه الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز.
2- شخصيته القيادية
أطلق الدكتور عائض الزهراني[9] على الملك سلمان لقب “شيخ المؤرخين” لكونه دارسا للتاريخ متبحرا فيه. يؤمن جلالته بأن الأمة التي لا تفقه تاريخها، هي أمة غائبة عن الذات، عاجزة عن تحديد مصيرها وغير قادرة على رسم مستقبلها، لذلك كان جلالته يحرص على تحليل الأحداث التاريخية والإلمام بأدق تفاصيلها .أضف إلى ذلك ما اكتسبه من صفات ومعارف من والده الملك المغفور له عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود. هذا ما يشير إليه بقوله إنه استلهم منه الحكمة والحنكة، وهو يؤكد إلى جانب ذلك، أنه يتطلع دوما إلى العلم والمعرفة عبر المطالعة ومحاورة كبار العلماء والمفكرين.
في المنحى نفسه، يشير علي الرباعي[10] إلى إجماع النخب الثقافية والسياسية والاجتماعية على أن مهارات جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز تنبع من علاقته الوطيدة بالثقافة والتاريخ ومن اطلاعه الواسع على الإرث الحضاري الإنساني بفروعه المختلفة، بالإضافة إلى علمه بأحوال الأمم والشعوب والقبائل. وهي مهارات أهلته لأن يجمع بين الأصالة والمعاصرة. هذا هو سر نظرته الثاقبة التي مكنته من استشراف المستقبل وبناء دولة قوية.
برزت الشخصية القيادية لجلالة الملك سلمان بن عبد العزيز، حينما عين أميرا على منطقة الرياض سنة 1954م،فشهدت هذه المنطقة تطويرا عمرانيا كبيرا بفضل إنجاز العديد من مشاريع البنية التحتية الكبرى التي همت الطرق السيارة والمستشفيات والمتاحف وغيرها من المنشآت التي كان من نتائجها أن تحولت مدينة الرياض في عهده إلى مدينة عالمية متميزة بعمرانها، مما انعكس على عموم المملكة العربية السعودية، حيث عرفت ازدهارا كبيرا وتوسعا لحركة السياحة والتجارة والاستثمار. وهو ما يشهد به الأمير محمد بن سعد بن عبد العزيز آل سعود، حيث يقول:
“والأمير سلمان قدم ما يقرب من ستين عاما من العمل المضني في سبيل نهضة المنطقة، وهو رمز للبذل والعطاء وعنوان للرجال الحريصين على البناء والتطوير …مهما قدمنا فلن نوفيه حقه.”[11]
هذا ما يؤكده عبد العزيز بن عبد الرحمن بن حمد الحماد بقوله:
“ارتبطت رياضنا بسلماننا لأكثر من خمسين عاما، حتى لا تكاد تفرق بينهما. سلمان هو الرياض والرياض هي سلمان، أب عطوف حنون عليها، انتشلها من صحراء شبه قاحلة إلى ديار عامرة غامرة معمرة بعمرانها وخدماتها وطرقها ومصانعها ومرافقها وجامعاتها ومشاريعها المختلفة.” [12]
2 -1- الشواهد المحصل عليها
إن الشخصية الرائدة للملك المعظم سلمان بن عبد العزيز وحبه الشديد للعلم أهله للحصول على شواهد عديدة وطنية ودولية، نذكر منها على الخصوص:
– الدكتوراه الفخرية في الآداب من جامعة أم القرى في مكة المكرمة.
– الدكتوراه الفخرية في الدراسات التاريخية والحضارية من جامعة الملك سعود بالرياض.
– الدكتوراه الفخرية في مجال خدمة القرآن الكريم وعلومه من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض.
– الدكتوراه الفخرية في تاريخ الدولة السعودية من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة[13].
أما في العالم العربي والإسلامي، فقد حصل على العديد من الجوائز تقديرا لمجهوداته في المجال العلمي والثقافي، نذكر منها على الخصوص:
– الدكتوراه الفخرية من جامعة القاهرة في مصر.
– الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية من الجامعة الإسلامية بماليزيا.
– الدكتوراه الفخرية في الآداب من جامعة مالايا في ماليزيا.
كما أن المجتمع الدولي انبهر بالثقافة الواسعة لجلالته، وقد ترجم ها الانبهار بمنحه عدة شواهد منها:
– الدكتوراه الفخرية من الجامعة الملية الإسلامية في دلهي بالهند.
– الدكتوراه الفخرية في الحقوق من جامعة واسيدا اليابانية.
– الدكتوراه الفخرية في العلوم التقنية من جامعة سراييفو البوسنية.
– الدكتوراه الفخرية من جامعة بكين الصينية.
2 – 2 – الجوائز و الأوسمة الممنوحة
وترسيخا لثقافة الاعتراف وتثمينا للمجهودات الكبرى التي قام بها جلالة الملك سلمان واحتفاء بسيرته الحافلة بالإنجازات العظيمة، حصل على مجموعة من الأوسمة والأوشحة والجوائز.
يقول علي الرباعي:
“وعُرف عنه دعمه المستمر ومجهوده في كل ما يتعلق بالقضايا الإنسانية، ما رشحه لنيل أوسمة ونياشين وجوائز محلية ودولية نظير ما بذل في تبني ورعاية كل ما يمت للإنسانية بصلة من جميع الوجوه والقضايا.”[14]
وقد حصل جلالته على العديد من الأوسمة من داخل المملكة العربية السعودية ومن خارجها. فمن داخل المملكة حصل على سبيل المثال على ما يلي:
– وشاح الملك عبد العزيز من الطبقة الأولى.
– وسام شخصية العام الداعمة للحركة المعلوماتية والمعرفية في المملكة، من الهيئة الاستشارية العليا في جمعية المكتبات والمعلومات السعودية.
من خارج المملكة حصل على أوسمة عديدة، نذكر منها ما يلي:
– وسام الكفاءة والفكر الذي وشحه به المغفور له الملك الحسن الثاني من المغرب سنة 1989.
– وسام البوسنة والهرسك الذي وشحه به الرئيس البوسني علي عزت بيغوفيتش في الرياض سنة
1997 .
– الوسام البوسني للعطاء الإسلامي من الدرجة الأولى سنة 1431هـ\2010 م. وقد وشحه به رئيس
العلماء والمفتي العام للبوسنة والهرسك الدكتور مصطفى تسيرتش.
– وسام البوسنة والهرسك الذهبي.
– الوسام البوسني للعطاء الإسلامي .
– وسام نجمة القدس الذي وشحه به الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات سنة 1998.
– وسام القلادة الكبرى وهو أعلى وسام في فلسطين.
– الوسام الأكبر الذي وشجه به الرئيس السينغالي عبدو ضيوف سنة 1999.
– وسام الأسد الوطني في السينغال.
– وسام الوحدة اليمنية الذي وشحه به الرئيس اليمني علي عبد الله صالح.
– وسام مرور ألفي عام على إنشاء مدينة باريس، وقد وشحه الرئيس جاك شيراك سنة 1985.
– وسام كنت من أكاديمية برلين براندنبرغ للعلوم والعلوم الإنسانية.
– وسام من الجمهورية اليونانية.
– وسام نسر الاستيك من درجة القلادة، وهو أرفع وسام في الولايات المتحدة المكسيكية.
– وسام ياروسلاف الحكيم من الدرجة الأولى، وهو وسام الدولة الأعلى في أوكرانيا.
– الوسام الأعلى في مالي.
– وسام الجمهورية في تركيا.
– وسام الاستحقاق الوطني في جمهورية النيجر.
– وسام البرلمان العربي من الدرجة الأولى.
– وسام نجمة دجيبوتي الكبرى.
– وسام الهلال الأخضر القمري من درجة الهلال الأكبر.
– وسام زايد الذي يعد أعلى وسام في الإمارات العربية المتحدة.
– وسام الدولة الأول ” وسام التاج” في ماليزيا.
– وسام نجمة الجمهورية الاندونيسية من اندونيسيا.
– وسام الأمير نايف للأمن العربي من الدرجة الممتازة.
– وسام الشرف السيراليوني.
– درع الأمم المتحدة لتقليل آثار الفقر في العالم.
– وسام سكتونا من الفلبين، وقد وشحه به الرئيس الفلبيني جوزيف استرادا.
كما حصل على مجموعة من الجوائز، نذكر منها على وجه الخصوص:
– جائزة البحرين للعمل الإنساني لدول مجلس التعاون الخليجي.
– جائزة جمعية الأطفال المعوقين بالمملكة للخدمة الإنسانية.
– جائزة ا أولمبياد الخاص الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في خدمة المعوقين
وتشجيع البحث العلمي في مجال الإعاقة.
– جائزة الشخصية القيادية الفخرية في مجال رعاية الأيتام.
– جائزة الإنجاز الفريد المتميز من ولاية باهانج الماليزية.
– جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام من مؤسسة فيصل الخيرية[15].
كل هذه الأوسمة والجوائز وغيرها تدل على المسار الصحيح الذي رسمه جلالة الملك سلمان للمملكة العربية السعودية للرقي بها وجعلها في مصاف الدول الرائدة،كما تدل على مجهوداته الدؤوبة لفتح آفاق للتعاون البناء مع المجتمع الدولي.
3- نماذج من إنجازاته الكبرى على المستوى الداخلي
عرفت المملكة العربية السعودية ازدهارا كبيرا بفضل الإنجازات الهامة لجلالة الملك سلمان في مختلف المجالات الحيوية. يعضد ساعده في ذلك ولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان مهندس رؤية 2030. إن الإنجازات التي تحققت بفضل هذه الرؤية جعلت البنك الدولي يصنف المملكة العربية السعودية من بين أفضل 20 بلدًا إصلاحيًا في العالم، والثانية من بين أفضل البلدان ذات الدخل المرتفع، من حيث تنفيذ إصلاحات تحسين مناخ الأعمال.
3 – 1 – في المجال الديني
نفتتح حديثنا على أهم إنجازاته في المجال الديني بقول جلالته:
” العناية بكتاب الله مسؤولية يجب علينا جميعا أن نتحملها ونحمد الله عز وجل – أن جعل كتاب الله وسنة رسوله (ص) دستور هذه البلاد. “[16]
وهو بهذا القول يختصر التصور العام المؤطر للمملكة العربية السعودية، خاصة وأنها تمتاز بسمة حاسمة في ماضيها وحاضرها ومستقبلها، وهي السمة التي استحضرها ولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان في رؤية 2030 كالآتي:
– العمق العربي الإسلامي، فالمملكة العربية الإسلامية تتميز عن غيرها من الأمم بكونها بلد الحرمين الشريفين والبقعة التي اختارها الله تعالى لتكون منطلقا للدعوة الإسلامية، وهي القلب النابض للعالم الإسلامي والعالم العربي، وهي الوجهة التي تشد إليها الرحال سنويا من قبل مسلمي العالم..
إن هذه السمة الشديدة الأهمية هي التي جعلت جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز يحدد سياسته العامة في الحكم والتسيير بقوله:
” لقد وضعت نصب عيني، منذ أن تشرفت بتولي مقاليد الحكم، السعي نحو التنمية الشاملة من منطلق ثوابتنا الشرعية، وتوظيف إمكانات بلادنا وطاقاتها والاستفادة من موقع بلادنا وما تتميز به من ثروات وميزات، لتحقيق مستقبل أفضل للوطن وأبنائه، مع التمسك بعقيدتنا الصافية والمحافظة على أصالة مجتمعنا وثوابته.”
إن الهوية الإسلامية من المقومات الأساسية ومن الثوابت المؤسسة للملكة العربية السعودية، من هنا، سعي جلالته إلى دعم هذه الهوية. إن حرص جلالته على تعزيز البعد الديني نابع من فهمه العميق للإسلام الذي هو دين الوسطية والاعتدال وهذا ما أكده جلالته بتنبيهه إلى أن:
“رسالتنا للجميع لا مكان بيننا لمتطرف يرى الاعتدال انحلالا، ويستغل عقيدتنا السمحة لتحقيق أهدافه، ولا مكان لمنحل يرى في حربنا على التطرف وسيلة لنشر الانحلال.” [17]
وهو تأكيد يتضمن فهما سليما للدين الإسلامي الذي يقوم على نبذ التطرف وتطبيق شرع الله بالالتزام بالعقيدة الإسلامية السمحة. لذلك أصر جلالته على محاربة الفساد بجميع أشكاله والحفاظ على الثوابت الدينية والاشتغال وفق ما يتوافق مع الرؤية الطموحة 2030.
حقق جلالته الكثير من الإنجازات في هذا المجال، على رأسها تشجيع الجمعيات التي تهتم بما يلي:
– تحفيظ القرآن الكريم للناشئة.
– تعليم ما يرتبط بالقرآن الكريم من تلاوة وتجويد وتفسير.
– التنشئة وفق تعاليم الدين الإسلامي.
ومن الإنجازات أيضا:
– تكوين المدرسين المتخصصين في تحفيظ القرآن الكريم.
– تكوين فئة الأئمة.
– تنظيم حلقات دينية في المساجد لحفظ القرآن الكريم.
– إجراء مسابقات في حفظ القرآن الكريم وترتيله وتفسيره.[18]
– تأسيس مدارس حفظ القرآن.
– رصد جائزة كبرى لحفظة القرآن الكريم، وهي الجائزة المعروفة باسم “جائزة الأمير سلمان بن عبد العزيز لحفظ القرآن الكريم للبنين والبنات”.
بالإضافة إلى هذه الأهداف، توجهت عناية جلالته إلى تشييد المساجد، حيث بلغ عددها في المملكة السعودية 50 ألف مسجدا.[19] واعتنى بتوسيع الحرمين الشريفين ليتسع للأعداد الهائلة من الحجاج والمعتمرين. تحقيقا للمقصد نفسه أطلق مشروع مترو مكة لاستكمال مشاريع السكك الحديدية والقطارات وسعى إلى تحديث وزيادة سعة المطارات. وتجويد الخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين،
كما توجهت عنايته إلى بناء متحف إسلامي وفقًا لأعلى المعايير العالمية، وتجهيزه بأحدث الأساليب في الجمع والحفظ والعرض والتوثيق.. باستخدام التكنولوجيا الحديثة، وجعله مركزًا دوليًا للمنح الدراسية وسيتضمن مكتبة عالمية ومركزًا للأبحاث وفق ما رسمته رؤية 2030. [20]
3 – 2 – في مجال العمل الاجتماعي
إيمانا من جلالته بأهمية العمل الخيري وتطبيقا للشريعة الإسلامية التي تدعو إلى مد يد العون للسائل والمحتاج، تولى بنفسه رئاسة مجموعة من الجمعيات الخيرية وأسبغ عليها الطابع المؤسسي ليتخذ عملها طابعا منظما ومهيكلا. من هذه المؤسسات نذكر:
– مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.
– جمعية البر بالرياض.
– مشروع ابن باز الخيري لمساعدة الشباب على الزواج.
– مؤسسة الرياض الخيرية للعلوم.
– الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بمنطقة الرياض.
– مؤسسة الشيخ ابن عبد العزيز بن باز الخيرية.
– مركز الأمير سلمان للإسكان الخيري.
– مركز الأمير سلمان للمسنين.
إن تنوع أعماله في المجال الاجتماعي وجهته الغايات النبيلة التالية:
– العناية بتأسيس دور للأيتام.
– التأهيل المهني لأصحاب الاحتياجات الخاصة.
– مساعدة الفقراء وسد احتياجاتهم.[21]
إلا أن أهم تطور حققته المملكة العربية السعودية في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز في المجال الاجتماعي هو تمكين المرأة من ممارسة حقوقها، باعتبار أنها مساوية للرجل في الحقوق والواجبات. في هذا الإطار أصدر جلالته مجموعة من القرارات التي هدفت إلى إدماج المرأة في التنمية الاجتماعية وتعزيز مكانتها في المجتمع. من ضمن هذه القرارات ما يلي
– حظر التمييز على أساس الجنس، وجعل المرأة مساوية للرجل في الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
– تمكين المرأة السعودية من أن تنتخب وأن تترشح في الانتخابات، وتمكينها من المشاركة في المبايعة. ومن أن تتولى المناصب العليا التي تؤهلها للأدوار القيادية وللإسهام في صنع القرار .
– تمكين المرأة من الخروج إلى العمل وتوفير الفرص لها للولوج إلى سوق الشغل من دون الاضطرار إلى موافقة ولي أمرها.
– تمكين المرأة من أن تكون فاعلة في المجتمع المدني، عبر تشجيعها على الانضمام إلى الجمعيات.
– منح المرأة هامشا من الحرية يمكنها من السفر والتنقل بدون موافقة ولي الأمر بعد بلوغها السن القانوني.
– تمكينها من التبليغ عن حالات الولادة والتبليغ عن حالات الوفاة، ومن الحصول على سجل الأسرة من إدارة الأحوال المدنية.
– جعل الأسرة مسؤولية مشتركة بين المرأة والرجل.
– وضع قيود على تزويج القاصرات الأقل من 17 عاما.
– تمكين المرأة من المشاركة الثقافية، من خلال تشجيعهن على الإنتاج العلمي والأدبي.
– افتتاح نوادي رياضية نسوية تمكن المرأة من ممارسة أنشطة رياضية متعددة.
كما عمل على إطلاق المنصة الإلكترونية للتدريب والتوجيه القيادي للأطر النسائية بهدف زيادة مشاركتها في المناصب القيادية.
3 – 3 – في المجال الاقتصادي
تتحدد الأهداف الأساسية للسياسة المالية بالمملكة السعودية في المجال الاقتصادي فيما يلي:
– تحقيق النمو الاقتصادي على المستوى البعيد الأمد من خلال دعم الاستثمارات
– مواجهة تقلبات أسعار النفط وانعكاساته على الاقتصاد الوطني.
– العدالة بين الأجيال[22].
تحقيقا لهذه الأهداف، سعى جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز إلى إرساء قواعد التنمية والتطوير النوعي للاقتصاد، بما يضمن تنوع مصادر الدخل واستدامتها ومحاربة الفساد، تحقيقا لرؤية 2030 التي قدمها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.[23]
من ضمن الإصلاحات الاقتصادية التي نفذتها المملكة العربية السعودية:
– تحويل أرامكو من شركة نفطية إلى شركة صناعية دولية ضخمة.
– تحويل صندوق الاستثمارات العامة إلى أكبر صندوق سيادي في العالم.
– تحويل الشركات السعودية الكبرى إلى شركات عابرة للحدود وتحويل الشركات المتوسطة والصغرى إلى شركات كبرى.
– تصنيع نصف الاحتياجات العسكرية على المستوى المحلي من أجل توفير المزيد من فرص الشغل.[24]
– تحسين بيئة الأعمال لإقناع الكفاءات العالمية على الاستثمار في المملكة العربية السعودية.
– إطلاق برامج تنفيذية تأخذ بعين الاعتبار الموقع الاستراتيجي للمملكة وثرواتها الطبيعية والبشرية[25].
– تنويع الاقتصاد عموديا وأفقيا لـ””توسيع الطاقات الاستيعابية للاقتصاد الوطني وتعزيز قدراته التنافسية وتعظيم العائد من ميزاته النسبية.”(وزارة التخطيط 2010).[26]
يرى الدكتور ممدوح عوض الخطيب بها الخصوص، أن:
“الاقتصاد المتنوع أقدر على خلق الفرص الوظيفية، وأقل تأثرا بالطفرات والصدمات والدورات الاقتصادية، وأكبر قدرة على توليد القيمة المضافة. وبذلك تتوطد العلاقة بين التنويع والنمو الاقتصادي.[27]
وعيا بهذا المعطى، اتجهت المملكة العربية السعودية إلى تنويع اقتصادها، كما يتبين من الجدول الذي نقتبسه من الدكتور ممدوح عوض الخطيب كالتالي[28]:
القطاعات الإنتاجية 1970 2011 التغير
الزراعة و الغابات و صيد الأسماك 3.2 4.41 1.21 تكرير النفط 4.07 2.43 1.64 الصناعات البيتروكيماوية 0 1.89 1.89 الصناعات التحويلية الأخرى 1.95 9.21 7.26 الكهرباء و الغاز والمياه 0.52 1.83 1.31 البناء والتشييد 5.15 7.5 2.35 التجارة و الفنادق 2.45 9.11 6.66 النقل و التخزين و الاتصالات 3.57 7.74 4.17 المال والتأمين و العقارات و خدمة الأعمال 9.72 1.33 0.61 خدمات اجتماعية و شخصية 2.87 4.02 1.15 الخدمات الحكومية 15.54 18.61 3.07 التعدين غير النفطي 0.25 0.35 0.1 الزيت الخام والغاز الطبيعي 50.7 22,59 28.11- المجموع 100 100 0 |
وهو ما شجع الملك سلمان على المضي في هذا الطريق لإحراز المزيد من المكتسبات، فقد ركزت رؤية 2030 على تقوية مختلف القطاعات ودعم المنتجات الوطنية وتوسيع القاعدة الصناعية وعلى تشجيع القطاع الخاص والرفع من إمكاناته الاستثمارية[29] وتقوية الشراكة بينه وبين القطاع العام، من خلال فتح الباب أمامه للمشاركة في الأوراش الكبرى الرامية إلى توسيع البنية التحتية وتجويد الخدمات العامة وتعزيز الاستثمار.
إلى جانب ذلك، أولى جلالته اهتماما خاصا بضم المزيد من النساء إلى قوة العمل، لوعيه بدورهن الحيوي في المجتمع.
كل هذه الإصلاحات وغيرها أدت إلى الزيادة في معدل النمو الاقتصادي من 1.8% سنة 2019، ليصل إلى 2.1% عام 2020، كما أدت إلى تقدم المملكة العربية السعودية 30 مرتبة عن سنة 2019، كما أوضح ذلك تقرير ممارسة الأعمال 2020 الصادر عن البنك الدولي، لتصبح الدولة الأكثر تقدمًا وإصلاحًا من بين 190 دولة حول العالم.
نقرأ أيضا في تقرير التنافسية العالمي[30] 2019 أن المملكة السعودية حازت على المركز الأول في مؤشر استقرار الاقتصاد الكلي، لتحتل بذلك المركز الثالث عربيا والـ36 عالميا، وحافظت المملكة على المرتبة 17 في حجم السوق، فيما تقدمت إلى المرتبة 19 عالميا في إنتاج السوق، والمرتبة 37 في مؤشر المؤسسات ويطلعنا تقرير الكتاب السنوي للتنافسية العالمية 2020 أن ترتيب السعودية قد عرف تحسنا في 3 محاور رئيسية هي:
1- محور الأداء الاقتصادي: حيث احتلت المملكة المرتبة الـ 20.
2 – محور كفاءة الأعمال: حيث احتلت المرتبة الـ 19.
3- محور البنية التحتية: حيث احتلت المرتبة الـ 36.
يفيدنا التقرير أيضا أن المملكة العربية السعودية احتلت المرتبة الـ 24، من بين 63 دولة هي الأكثر تنافسية في العالم، رغم جائحة كورونا، وعدّ السعودية الدولة الوحيدة التي أحرزت تقدمًا استثنائيًا على مستوى الشرق الأوسط والخليج العربي، كما صنفت بحسب مؤشرات التقرير في المرتبة الثامنة من بين دول مجموعة العشرين. وأصبحت ضمن أكبر عشرين اقتصاد عالمي وعضواً فاعلاً في مجموعة العشرين، وأحد اللاعبين الرئيسيين في الاقتصاد العالمي وأسواق النفط العالمية.
وفي 2022، تزايد نمو معدلات جميع الأنشطة الاقتصادية، إذ عرف الناتج المحلي الإجمالي ارتفاعا بنسبة 9.9%، فقد حقق النشاط الاقتصادي المرتبط بالزيت الخام والغاز الطبيعي، مثلا نموا بلغ معدله20.7 % سنة 2022. أما بالنسبة للأنشطة غير النفطية فقد بلغ فيها النمو 3.7%وحققت أنشطة تكرير الزيت 3.17 %، في حين أن أنشطة تجارة الجملة والمطاعم و الفنادق فقد بلغ نموها 6.3[31]
ومما أعطى دفعة قوية للاقتصاد السعودي تأسيس جلالة الملك سلمان مدينة “الملك سلمان للطاقة”، وتحول شركة أرامكو إلى شركة متكاملة تدير المصافي في أنحاء العام وتنتج منتجات بتروكيماوية.
تزامن ذلك مع توقيع جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز على عدة اتفاقيات دولية على رأسها:
– اتفاقية استثمار أرامكو في ماليزيا مع شركة بتروناس.[32]
– اتفاقية مشروع هواجين المتكامل للتكرير والبتروكيميائيات في الصين[33].
– الاسثتمار في مصفاة إس أويل ومصفاة هيونداي أويل بنك في كوريا الجنوبية.[34]
– الاستثمار على مصفاة موتيلا، في الولايات المتحدة الأمريكية.
– مشروع أرالنكسيو للكيميائيات المتخصصة ومقره هولندا، وتتبع له مرافق تصنيع في عدة دول.
– توقيع اتفاقية مع توتال لإنشاء مجمع كيميائيات في الجبيل يتكامل مع مصفاة ساتورب.
– اتفاقية لشراء أسهم من بين الأكبر من نوعها عالميا للاستحواذ على حصة 70%من عملاق الصناعة السعودية سابك.
– إطلاق برنامج اكتفاء، الذي وضعته أرامكو لتوطين الصناعة وزيادة المحتوى المحلي.
– إطلاق المشاريع الارتكازية المرتبطة بزيادة المحتوى المحلي، على رأسها مشروع مجمع الملك سلمان العالمي للصناعات والخدمات البحرية في رأس الخير، لإنتاج السفن العمالقة والمنصات البحرية، ومشروع مدينة الملك سلمان للطاقة سبارك لإنتاج الطاقة المستدامة
واكب هذه المشاريع وغيرها تشجيع الابتكار وتطوير التقنية من جهة، مما جعلها تتميز بالكفاءة العالية والقدرة.
تعد الصناعة من المرتكزات الأساسية للتنمية الاقتصادية، لذلك أمر جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز بضرورة تحقيق التحول الصناعي عن طريق زيادة رأس مال صندوق التنمية الصناعي إلى 105 مليارات ريال وتخفيف الأعباء المالية عن المنشآت الصناعية، والرفع من مستوى التنافسية بين المستثمرين في هذا القطاع، خاصة وأن هذا القطاع يتميز بتنوعه، إذ يتوفر على صناعات متنوعة مما يسهل عملية إعادة هيكلته وفق رؤية 2030[35] تقول سارة ناصر نويصر:
“يعد إطلاق برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية من ضمن برامج رؤية المملكة 2030 . من أهم التطورات في الآونة الأخيرة. حيث يهدف البرنامج إلى تحويل المملكة إلى قوة صناعية رائدة ومنصة لوجستية دولية في عدد من المجالات الواعدة (مع التركيز على تطبيق تقنيات الجيل الرابع للصناعة(. و من المتوقع أن يساهم البرنامج في خلق فرص العمل وتعزيز الميزان التجاري وتعظيم المحتوى المحلي. بالإضافة إلى ذلك، يغطي البرنامج أربعة قطاعات وهي الصناعة، والتعدين، والطاقة، والخدمات اللوجستية”[36].
من ضمن الخطوات الإيجابية قامت بها المملكة العربية السعودية في هذا المجال بهدف حماية الصناعات التحويلية تذكر سارة ناصر نويصر ما يلي:
– تحديد كمية الواردات عن طريق رفع الرسوم الجمركية
– تقديم مساعدات مالية للمؤسسات الصناعية. المحلية[37].
– توفير البنية التحتية.
– إنشاء مدن صناعية بمختلف مناطق المملكة العربية السعودية.
– تقديم العديد من الحوافز للمستثمرين في هذه الصناعة و الصناعات الأخرى.
وغيرها من الخطوات التي جعلت الصناعات التحويلية تعرف نموا ملحوظا بحوالي 12 مرة من 1970، بحيث بلغ معدل النمو المركب خلال 1970 – 2019 ما يقدر ب 2.5
وهو تطور أعطى دفعة قوية للاقتصاد السعودي وجعلت السعودية ضمن مراتب مشرفة في مستوى مؤشرات التنمية، لاسيما وأنها توجهت أيضا إلى المجال السياحي الذي يعد من ضمن المجالات الأساسية لازدهار الاقتصاد السعودي، بحيث إنه يوفر مصادر دخل هامة. لذلك سعى جلالته لتطويره من خلال وفق خطة تتبنى الأهداف التالية:
– زيادة الطاقة الاستيعابية للمملكة العربية السعوديةز
– مضاعفة عدد المواقع الأثرية السعودية المسجلة في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو”.
– بناء أكبر متحف إسلامي في العالم يضم مكتبة ومركز للأبحاث.
– رفع مستوى إنفاق الأسر على النشاطات الثقافية والترفيهية داخل المملكة العربية السعودية.
– الوصول إلى100 مليون رحلة عالمية ومحلية مع حلول عام 2030.
– زيادة نسبة مساهمة السياحة في الناتج المحلي الإجمالي للبلاد إلى 10%.
– تبسيط إجراءات إصدار التأشيرات للزوار.
– الرفع من حجم اقتصاد المملكة ليصبح في مستوى الاقتصادات العالمية.
– رفع نسبة الاستثمارات الأجنبية المباشرة من إجمالي الناتج المحلي من 3.8 % إلى المعدل العالمي
5.7.%
– زيادة الإيرادات الحكومية غير النفطية من 43.45 مليار دولار إلى 266.6 مليار دولار.[38]
لتحقيق هذه الأهداف تم وضع مجموعة من المشاريع على رأسها:
– مشروع «نيوم»: أطلقه ولي العهد محمد بن سلمان، وهو مشروع يهدف بناء مدينة ضخمة في الصحراء على هيئة مدينة مائية.
– مشروع القدية: هو مشروع رياضي ترفيهي، أعلن عنه ولي العهد في أبريل 2017،سيتضمن منتزهات وفنادق “في غاية الفخامة.
– مشروع “أمالا: أطلق في 26 سبتمبر 2018م، وهو مشروع فخم يستجيب لأفضل المعايير السياحية الدولية، وقد تم تدشينه ليكون وجهة للنقاهة والصحة والعلاج. يمتد على مسافة 3800 كيلو متر مربع.
وسيتضمن مطارا خاصا به 2500 غرفة فندقية فخمة، و200 من مركز تجاريا، والعديد من المعارض الفنية و700 فيلا.
– منتجع “شرعان” في جبال العلا سيحتوي على مواقع فاخرة، ومرافق صحية، ومكان لإقامة المناسبات[39].
– مشروع البحر الأحمر: مشروع أعلن عنه ولي العهد في يونيو 2017، وهو يتضمن 90 جزيرة طبيعية. يمتد على مسافة 28000 كيلومتر مربع و هو يهدف إلى أن يكون منتجعا عالميا يجمع بين سياحة المغامرات والغوص و رحلات اليخوت فنادق فاخرة، ووحدات سكنية، ومرافق ترفيهية وتجارية، أضف إلى أنه سيركز على استغلال الطاقة المتجددة[40]، لذلك يتوقع الرئيس التنفيذي لشركة البحر الأحمر أن يوفر آلاف الوظائف وفرص التشغيل للشباب ويجعل المملكة العربية السعودية تتبوأ مكانة مرموقة في المجال السياحي العالمي[41].
– مشروع حديقة الملك سلمان : أعلن عنه ولي العهد سنة 2019 ، وهو يهدف إلى تأسيس أكبر حدائق المدن في العالم، وقد خصصت له مساحة تتجاوز كيلومتر مربع 16، كلها عبارة عن مناطق خضراء خلابة وحدائق متنوعة.
كل هذه المشاريع جعلت المملكة السعودية تتقدم في التصنيفات الدولية. إذ أصبحت الأولى على مستوى العالم في مؤشر استقرار الاقتصاد الكلي والأولى في جودة الطرق، واحتلت المركز السابع من حيث قوتها الاقتصادية، والمركز التاسع عالميا من حيث مؤشر التأثير الدولي وحققت مستوى هاما في التنمية البشرية وفي البحث العلمي.
تعود هذه النتائج التي حققتها المملكة إلى الأثر الواضح لرؤية 2030، التي انعكست بشكل إيجابي على المؤشرات الدولية في شتى المجالات.
3 – 4 – في المجال العلمي والتعليمي
من مقومات الازدهار الاهتمام بالمجال العلمي والتعليمي، باعتباره قاطرة التنمية. وعيا بالأهمية الخاصة لهذا المجال، قام جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز بتخصيص ميزانية كبيرة لقطاع التعليم العام والتعليم العالي. جاء في رؤية 2030 الصفحة 36:
” سنواصل الاستثمار في التعليم والتدريب وتزويد أبنائنا بالمعارف والمهارات اللازمة لوظائف المستقبل، وسيكون هدفنا أن يحصل كل طفل سعودي- أينما كان- على فرصة التعليم الجيد وفق خيارات متنوعة، وسيكون تركيزنا أكبر على مراحل التعليم المبكر، وعلى تأهيل المدرسين والقيادات التربوية وتدريبهم وتطوير ر المناهج الدراسية.”
إن هذا التصور الواضح الذي رسمه ولي العهد سمو الأمير سلمان هو الذي مكن المملكة العربية السعودية من تحقيق قفزات نوعية ومن الارتقاء بالثقافة والعلوم وترسيخ القيم الإنسانية التي ما فتيء جلالة الملك سلمان يحث عليها منذ أن كان أميرا. من ضمن الإنجازات الكبرى التي تحققت في هذا المجال نذكر ما يلي:
– التحول بخطى حثيثة إلى التعليم الإلكتروني الرقمي ودمج الذكاء الاصطناعي في المؤسسات التعليمية. بحيث اعتبرت منظمة اليونسكو المملكة العربية السعودية سنة عام 2021،من أفضل الدول في التعليم الإلكتروني.
– إيلاء اهتماما خاصا لذوي الإعاقة و تمكينهم من تعليم يضمن لهم العيش الكريم[42].
– سد الفجوة بين مخرجات التعليم العالي وسوق الشغل، وذلك بتوجيه الطلبة إلى التخصصات المطلوبة.
– تطوير مناهج البحث العلمي للرفع جودة التعليم.
– السعي إلى أن تكون خمس جامعات على الأقل من أفضل 200 جامعة دولية بحلول 2030.
– العمل على أن يحصل طلبة المملكة العربية السعودية على نتائج تؤهلهم لأن مراتب متقدمة بالمقارنة
مع متوسط النتائج الدولية تمكنهم للاستجابة لمؤشرات التحصيل العلمي العالمية.
– تعزيز دور المعلم لكي يكون قادرا على مواكبة المواهب ودعمها.
– عقد شراكات مع الجهات التي في مقدورها أن توفر فرص التدريب و التأهيل للخريجين.
– بلورة المعايير الوظيفية المتعلقة بالمسارات التعليمية وتقويمها.
– تأسيس قاعدة بيانات شاملة للتمكن من التتبع الدقيق للمسار الدراسي للطلبة[43].
– إصلاح التعليم الديني بتعزيز خطاب إسلامي معتدل عبر تعديل المضامين الدينية للمقررات الدراسية و تنمية التفكير النقدي[44] .
– استحداث برامج للبعثات العلمية في مختلف التخصصات ومواكبة بالطلاب المبتعثين، وخاصة في التخصصات الفنية التي كانت محضورة سابقا، مثل الموسيقى والمسرح والسينما والهندسة المعمارية[45].
– إنشاء مجالات تعليمية جديدة مثل السياحة وإدارة الفعاليات والضيافة و التسويق الرقمي لفتح المجال أمام الشباب للولوج إلى سوق الشغل بما يتوافق وتوجه المملكة إلى الاهتمام بالقطاع السياحي[46].
– وضع مشروع «تنمية الإبداع والتميز» الخاص بأعضاء الهيئات التعليمية.
– تأسيس العديد من المدارس الكليات والجامعات والمعاهد المتخصصة.
– تدشين مشاريع إنشاء مباني تعليمية في مختلف مدن المملكة، وتخصيص أكثر من 3 مليارات ريال لإنجازها.
– السماح للجامعات الأجنبية بفتح فروع لها مما يتيح للمواطنين السعوديين من الاستفادة منها من دون الاضطرار إلى السفر إلى الخارج[47]
– تشجيع التعليم الخاص ليقوم بدوره إلى جانب التعليم العمومي.
إن رسم هذه الأهداف تترجم الوعي بأن أهم ثروة في البلد هي الثروة البشرية، وقد أشار سمو الأمير محمد بن سلمان إلى أن :
” في بلادنا ثروات سخية، ولكن أهم من هذا كله ثروتنا الأولى التي لا تعادلها ثروة مهما بلغت، شعب طموح معظمه من الشباب، هو فخر بلادنا وضمان مستقبلنا.”[48]
كان من مخرجات هذه الرؤية السديدة أن كانت المملكة العربية السعودية- كما ينبه إلى ذلك ستيفن هرطغ Steffen Hertog – أسرع بكثير من نظيراتها في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في زيادة مستويات معرفة القراءة والكتابة.[49]
مما قادها إلى ذلك أن الإنجازات التي حققتها في مجال التعليم تعززت بالإنجازات التي حققتها وزارة الثقافة في المجال الثقافي، من منطلق على الرقي بالجانب الثقافي عبر الاهتمام بتدشين المتاحف كالمتحف السعودي للفن المعاصر ومتحف تاريخ العلوم والتقنية في الإسلام ،كما اهتمت بتخصيص الجوائز للباحثين والمبدعين وتشجيع الفنانين وتدشين المراكز الثقافية. هذا ما جعل المملكة العربية السعودية تقوي حضورها الثقافي على المستوى العربي والدولي، وتفوز بعضوية لجنة التراث العالمي في اليونسكو[50].
3 – 5 – في المجال الإداري والرقمي
غير أن ما مكن المملكة العربية السعودية من تحقيق نقلة نوعية في جميع المجالات هو تبسيط البيروقراطية الحكومية، وهو المجال الذي حرص جلالة الملك سلمان على إجراء إصلاحات جذرية فيه.
من المقترحات الأساسية التي قدمها ولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان من أجل تبسيط البيروقراطية الحكومية إلغاء المجالس الحكومية العشرة، باستثناء مجلس الشؤون السياسية والأمنية الذي يرأسه ولي العهد الأمير محمد بن نايف ومجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية الذي يرأسه أمين عام الديوان الملكي الأمير محمد بن سلمان الذي أعاد تنظيم الحكومة. يوجز محمد بن سلمان نتائج هذا القرار فيما يلي:
– الرفع من الفاعلية والكفاءة.
– سرعة اتخاذ القرار .
– تفعيل عنصر المرونة في مواكبة متطلبات الرؤية الوطنية وتحقيق أولوياتها.
– حوكمة فاعلة للعمل الحكومي.
– استمرارية العمل التنفيذي على مستوى الوزارات.
– مراجعة الهياكل والإجراءات الحكومية بدقة.
– توزيع المهام والمسؤوليات والصلاحيات وتطويرها.
– الفصل بين عملية اتخاذ القرار وتنفيذه ومراقبة التنفيذ.
– تسريع اتخاذ القرار.
– الحد من الهدر المالي والإداري.
– متابعة الأداء وفق أفضل الممارسات العالمية، وذلك عبر استحداث وحدات في الحكومة ودعمها بالإمكانيات البشرية والمادية والنظامية ودفعها إلى التنسيق مع الجهات الحكومية. [51]
تؤطر هذا التوجه أرضية صلبة يلح عليها ولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان، وتتمثل في ضمان الشفافية واعتماد المحاسبة والمساءلة. يقول:
” لن نتهاون أو نتسامح مطلقا مع الفساد بكل مستوياته، سواء أكان ماليا أم إداريا وسنستفيد من أفضل الممارسات العالمية لتحقيق أعلى مستويات الشفافية و الحوكمة الرشيدة في جميع القطاعات وسيشمل ذلك اتخاذ كل ماهو ممكن لتفعيل معايير عالية من المحاسبة والمساءلة عبر إعلان أهدافنا وخططنا ومؤشرات قياس أدائنا ومدى نجاحنا في تنفيذها.”[52]
من منطلق هذه الأرضية كان العزم على تحقيق العديد من الإصلاحات الهيكلية والتركيز على عنصر الشباب ومنحهم أدوارا ريادية في مؤسسات الدولة، لا سيما وأن برنامج الملك سلمان لتنمية الموارد البشرية قد أسس إدارة للموارد البشرية في الأجهزة الحكومية.[53]
من العلامات الفارقة في المجال الإداري، تحول الخدمات الحكومية إلى النّظام الرقميّ، يرى قادة الحكومة السعودية أن التقنيات الحاسوبية والاتصالات علامة على التحديث والأتمتة[54]. وهذا ما يعبر عنه ولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان بقوله:
” تعتبر البنية التحتية الرقمية ممكنا أساسيا لبناء أنشطة صناعية متطورة ولجلب المستثمرين ولتحسين تنافسية الاقتصاد الوطني، لذلك سنعمل على تطوير البنية التحتية الخاصة بالاتصالات وتقنية المعلومات وبخاصة تقنيات النطاق العريض عالي السرعة لزيادة نسبة التغطية في المدن وخارجها وتحسين جودة الاتصال.”[55]
من هذا المنطلق التزمت المملكة العربية السعودية بما يلي:
– التركيز على تأسيس البنية التحتية للاتصالات.
– تنمية القدرات الرقمية ووضع مشاريع رقمية ضخمة.
– سن تشريعات رقمية مواكبة.
– جذب الاستثمارات الأجنبية والشركات العالمية لتعزيز المعرفة الرقمية والتقنية.
– تطوير القدرات الرقمية.
– خلق فرص الشغل في هذا مجال الرقمنة.
– زيادة حجم سوق تقنية المعلومات والتقنيات الناشئة.
– الرفع من مساهمة قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في الناتج المحلي الإجمالي.
– رفع نسبة مشاركة المرأة في هذا القطاع.[56]
وقد ربط سمو الأمير محمد بن سلمان مجال الرقمنة بمجال الحوكمة. يقول سموه:
” وسنعمل كذلك على توسيع نطاق الخدمات الإلكترونية وتحسين معايير الحوكمة، مما سيحد من التأخير في تنفيذ الأعمال وتحقيق هدفنا في أن نقود العالم في مجال المعاملات الإلكترونية.”[57]
إن هذا الربط بين الرقمنة والحوكمة مكن من إحداث تحول رقمي وتسيير المعاملات الحكوميّة عبر المنصة الوطنية الموحدة، وهي البوابة الوطنية للمملكة العربية السعودية للخدمات والمعلومات الحكومية، التي تقدم خدمات للمواطنين والمقيمين وتيسر لهم الانخراط في التجربة الرقمية[58].
مكن ربط الرقمنة بالحوكمة أيضا من تطوير التجهيزات الأساسية والنقل ودعم الابتكار والأبحاث والتقنية وتوفير حلول التحكم الآلي والذكاء الاصطناعي في المطارات [59].
لم تقتصر التقنيات الرقمية على هذا الجانب فقط بل إنها مست جميع القطاعات بما فيها القطاع الصناعي وقطاع التعليمي والقطاع السياحي وغيرها من القطاعات الحيوية، فقد حرص جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز على مواكبة مسيرة التحول الرقمي في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات وشجع على دعم البحث العلمي المتخصص في التقنية والابتكار، وعلى إعداد خطط وطنية للرقي بهذا المجال، وعلى تنفيذ مشاريع تطبيقية ذات مخرجات صناعية. مع تدعيم الجامعات والمراكز البحثية المتخصصة[60] وقد أقبلت الساكنة على الاستفادة من التسهيلات العديدة التي يقدمها، وهو ما أدى بالمملكة العربية السعودية في الوقت الحالي إلى إحداث طفرة نوعية في هذا المجال. إذ أشار تقرير التنافسية الرقمية لسنة 2021 الصادر عن المركز الأوروبي للتنافسية الرقمية إلى أنها أصبحت تحتل المركز الثاني عالميا بين دول العشرين والمركز الثالث في محور القدرات الرقمية، والمركز الخامس عالميًا من بين الدول العشر الرائدة في توظيف الخدمات الحكومية الرقميّ، وهو ما يضعها ضمن الدول الرائدة في هذا المجال[61].
3- 6- في المجال القانوني والحقوقي
يعد المجال القانوني من المجالات التي أنفقت فيه المملكة العربية السعودية أموالا طائلة لتطويره و إصلاح ما يرتبط به من محاكم و مؤسسات[62] لكونه مجالا حيويا ومنظما للحياة العامة والخاصة، ولكونه يوفر الآليات التي تحافظ على الأمن والاستقرار والتعايش السلمي وتضمن للمواطنين حقوقهم، لذلك سعى جلالة الملك سلمان برؤيته الثاقبة إلى سن قوانين تراعي الروح السمحة للشريعة الإسلامية وتطور في الآن نفسه وذلك في أفق جعلها تنافس التجارب القانونية الدولية التي تتخذ من معيار الشفافية معيارا محددا.
لتحديد هذا المقصد وضع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان خطة لتطوير القانون وتجويد الممارسات القضائية باستحضار ثلاثة معطيات أساسية، هي:
– تشجيع المستثمرين و تسهيل معاملاتهم بتقديم قانون يستجيب للمعايير الدولية.
– تشجيع القطاع السياحي للرفع من عدد السياح إلى 100 مليون سائح.
– جذب الكفاءات للعمل في المملكة العربية السعودية[63].
تستلزم هذه المعطيات، كما أشار إلى ذلك ولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان – ضبط المرجعيات المؤسسة بشكل واضح مما اقتضى تسطير أربعة مشاريع قوانين حاسمة حددها ولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان كالتالي:
– نظام الأحوال الشخصية.
– نظام المعاملات المدنية.
– النظام الجزائي للعقوبات التعزيرية.
– نظام الإثبات.
وذلك في إطار تنفيذ الخطة المرصودة في رؤية 2030، مع تأكيد أن تطوير القانون في هذه الأنماط من الأنظمة لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يضعف الهوية الإسلامية. يقول سمو الأمي محمد بن سلمان بخلفية منطقية قوية:
” إذا هويتك لم تستطع أن تصمد مع التنوع الكبير في العالم، معناه أن هويتك ضعيفة ويجب أن نستغني عنها، وإذا هويتك قوية وأصيلة تستطيع أن تنميها وتطورها وتعدل السلبيات التي فيها وتحفز الإيجابيات التي فيها، معناه أنت حافظت على هويتك وطورتها… وأعتقد أن هويتنا قوية للغاية ونفتخر بها.”[64]
إذا عدنا إلى هذه الأنظمة نجد أن إدراج بعض التعديلات عليها قد أحدث أثرا إيجابيا على المجنمع السعودي، فنظام الأحوال الشخصية مثلا، حرص على توفير الحلول لجميع المشكلات الأسرية وعلى، تنظيم كل المسائل المتعلقة بالأحوال الشخصية بتفاصيلها الدقيقة كما خطط لذلك سمو ا أمير محمد بن سلمان[65]، حيث وفر الحماية للمرأة من تسلط الزوج ومنحها الحق في الحصول على سجل الأسرة للأبناء القصر والحق في التبليغ عن الزواج أو الطلاق أو الخلع، وغيرها من الحقوق التي تضمن لها كرامتها.
في هذا الإطار، يشير سمو الأمير محمد بن سلمان إلى أن:
“استحداث نظام خاص بالأحوال الشخصية يعكس التزام القيادة بنهج التطوير والإصلاح أخذاً بأحدث التوجهات القانونية والممارسات القضائية الدولية الحديثة، وأن نظام الأحوال الشخصية يُشكل نقلة نوعية كبرى في جهود صون وحماية حقوق الإنسان واستقرار الأسرة وتمكين المرأة وتعزيز الحقوق”[66].
في المنحى نفسه شجع جلالة الملك سلمان على تطوير نظام المعاملات المدنية، وهو نظام يختص بتنظيم المعاملات بين الأفراد، في إطار إحقاق الحق والحد من المنازعات وقد وافق عليه مجلس الشورى 18 شوال 1443\30 مايو 2022. أشار الدكتور واصل المذن إلى أن هذا النظام وضع لكي يؤطر وينظم جميع المسائل التي تتعلق بالحياة المدنية، وذلك بتوفير بيئة عادلة للمواطنين والمقيمين في السعودية وتهيئة ظروف ملائمة للمستثمرين تحكمها الحقوق والواجبات[67].
في السياق نفسه، اقترح سمو الأمير مشروع نظام العقوبات التعزيرية لوضع حد للعشوائية في الأحكام والنأي بها عن الطابع المزاجي[68]، كما اقترح مشروع نظام الإثبات لترسيخ العدل وحماية الحقوق والممتلكات عن طريق ضبط القواعد القانونية الضابطة لتقديم الأدلة أمام القضاء وتحديد كيفية استخدامها في التعاملات التجارية والمدنية[69].
إلى جانب تطوير هذه الأنظمة، حرص جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز على إدراج العديد من الإجراءات في مجال مكافحة الجريمة ومكافحة الإرهاب والتطرف وإنشاء مجموعة واسعة من الأجهزة الأمنية التي سعت إلى الحفاظ على النظام الداخلي. إن توسيع نطاق وزارة الداخلية وأجهزتها الشرطية المختلفة ارتبط بتوفير الأمن الداخلي[70] ، بذلك أضحت مدن المملكة العربية السعودية من بين المدن الأكثر أمانًا في العالم حيث قلت معدلات الجريمة بشكل ملموس.
أما فيما يخص المجال الحقوقي، فقد أدخل جلالة الملك سلمان مجموعة من التدابير التشريعية والإجرائية، كان القصد منها ترسيخ “أفضل الممارسات في مجال حقوق الإنسان” على مستوى جميع المكونات، وذلك لضمان حقوق الطفل وذوي الإعاقة ومراعاة حقوق العمالة الوافدة وغيرها من التدابير التي كان الغرض منها إعمال الحق وإنصاف الإنسان أياً كانت ديانته أو عرقه أو جنسه أو جنسيته. من ضمن الحقوق الأساسية التي أقرها جلالته حقوق المرأة بإصداره مجموعة من القرارات الهامة على رأسها:
– السماح للمرأة بالعمل التجاري وتمكينها من الاستفادة من الخدمات الحكومية دون الحاجة لموافقة ولي الأمر.
– إقرار قانون التحرش.
– قرار ممارسة الرياضة للفتيات بالمدارس والسماح للأسر بحضور مباريات كرة القدم.
– السماح للسعوديات بالمشاركة في الألعاب الأولمبية.
– السماح للمرأة بحق التصويت و الترشح.
– السماح للمرأة بقيادة السيارة.[71]
– قرار منح تراخيص قيادة الطائرات للمرة الأولى في تاريخ المملكة.
– تعيين سفيرة للمملكة العربية السعودية في كل من الولايات المتحدة والنرويج.
– قرار تعيين 13 امرأة في المجلس الجديد لهيئة حقوق الإنسان.
– قرار تولية المرأة عدداً من الوظائف التي كانت في السابق كانت حكراً على الرجل، في القطاعين الحكومي والخاص، وإشراكها في العمل النيابي، والتعيينات بوظيفة «ملازمات تحقيق» لأول مرة بالنيابة العامة.
وغيرها من القرارات التاريخية التي تضمنت اعترافا بمكانة المرأة باعتبارها نصف المجتمع وترجمت عزم المملكة العربية السعودية على أن تصبح قوة عالمية تستفيد من كل مقومات ثروتها البشرية بما فيها النساء.
4- نماذج من إنجازاته الكبرى على المستوى الخارجي
4- 1- على مستوى العالم العربي والإسلامي
سجل جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز حضورا وازنا ومتميزا على مستوى البلدان العربية والإسلامية، من خلال حرصه على تقديم سيل من المساعدات المادية منها والمعنوية. وتعد المملكة العربية السعودية أول بلد في تقديم المساعدات للدول العربية و الإسلامية. يؤكد ها المعطى الأرقام التي يقدمها الدكتور
” فيما يخص المساعدات الإنسانية والتنموية للعالم العربي والإسلامي، تحتل المملكة العربية السعودية مركز الصدارة دون منافس. فبين عامي 1975 و2005، بلغت المساعدات السعودية لمجموع البلدان النامية أكثر من 90 مليار دولار، أي نسبة 3.7% من ناتجها المحلي الإجمالي السنوي ( (GDP . تعتبر هذه النسبة أعلى بكثير من المعدل 0.7% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو الهدف الذي حددته الأمم المتحدة للمساعدات الإنمائية، كما تشكل أربعة أضعاف المعدل الذي حققته البلدان أعضاء لجنة المساعدات الإنمائية بمنظمة التعاون والتنمية .”[72]
لقد جعل جلالته من ضمن أولوياته الكبرى تقديم مساعدات سخية للدول العربية والإسلامية على رأسها فلسطين،مذ أن كان أميرا، إذ كان مناصرا للشعب الفلسطيني، وقد وضع قضيته على رأس قائمة اهتماماته، وذلك سيرا على نهج والده المغفور له الملك عبد العزيز ، الذي كان يدافع عن حق الشعب الفلسطيني في استرجاع أراضيه المغتصبة ويحث على دعمه سياسيا وماديا[73]. وهو النهج الذي سار عليه جلالة الملك سلمان، باقتراحه فتح مكاتب شعبية للتبرع وتقديم المساعدات وفق إستراتيجية واضحة تؤثتها الأهداف التالية:
– إيجاد الإطار المنظم لتنظيم جمع التبرعات، سواء من السعوديين أو الفلسطينيين القاطنين بالمملكة السعودية .
– جمع أكبر قدر ممكن من التبرعات المالية والعينية.
– القيام بأنشطة متعددة للتحفيز على زيادة جمع التبرعات.
– العمل على إيصال ما جمع من تبرعات إلى الفلسطينيين المستحقين لها[74] .
كما دعم جلالة الملك سلمان مصر، دعما قويا، حينما تعرضت للعدوان الثلاثي سنة 1376ه الموافق ل1956م[75]، بوقوفه إلى جانب الشعب المصري ماديا ومعنويا، وقد تحركت قلوب الشعب السعودي معه فقدموا الأموال بكل سخاء مقتدين في ذلك بالمثل الأعلى الملك سلمان الذي ترأس لجنة التبرعات. تلا هذا الحدث حدث آخر تعرضت له مصر والمتلخص في زلزال 1992 الذي تكبدت فيه خسائر فادحة، فقام الأمير سلمان كعادته على حث الشعب السعودي على جمع التبرعات ومساندة الشعب المصري.
دعم جلالته أيضا أسر شهداء الشعب الأردني سنة 1387 ه الموافق 1967م، بل إنه ترأس شخصيا اللجنة الشعبية لمساعدة أسر شهداء الأردن سنة 1387هـ \ 1967م [76]، كما سارع إلى مد يد العون لمنكوبي باكستان سنة 1393هـ\ 1974م، كما أنه تولى رئاسة اللجنة المحلية لإغاثة المتضررين من الفيضانات في بنجلادش سنة 1412 ه \1988م وأفغانستان ومد يد العون إلى الأيتام والأرامل وأصحاب الاحتياجات الخاصة[77]. كما حـرص خـادم الحرميـن الشـريفين الملـك سـلمان بـن عبد العزيـز وولـي عهـده الأمير محمــد بــن ســلمان على تقديم الدعم لليمــن ومملكة البحرين[78]
في المنحى نفسه، أصدر المرسوم الملكي السامي بتشكيل هيئة عليا لجمع التبرعات لميلمي البوسنة والهرسك، وتضم لجانا شعبية من مختلف ربوع المملكة لإغاثة الشعب والمساهمة في إعادة الإعمار بعد الحرب[79].
كل هذه المساعدات وغيرها تحيل على ريادة المملكة العربية السعودية، كما توضح بجلاء دورها المتنامي باستمرار في العالم العربي والإسلامي.
إن حرصه على دعم مختلف الشعوب المتضررة، سواء من الحرب أو الزلازل أو الفيضانات دعته إلى ترأس لجان لجمع التبرعات لفائدة المحتاجين في هذه البلدان. يعكس هذا الحرص تحليه بروح المسؤولية العالية والاهتمام الكبير الذي يوليه للعالم العربي والإسلامي وتضامن المملكة العربية السعودية مع شعوب العالم بأجمعه. من ضمن اللجان والجمعيات والهيئات التي ترأسها جلالته، حينما كان أميرا، نحيل على ما يلي:
– لجنة التبرع لمنكوبي السويس سنة 1956.
– اللجنة الشعبية لدعم المجهود الحربي في مصر سنة 1973.
– الهيئة العليا لجمع التبرعات لمتضرري زلزال مصر سنة 1992.
– اللجنة الرئيسية لجمع التبرعات للجزائر سنة 1956.
– اللجنة الشعبية لمساعدة مجاهدي فلسطين سنة 1967.
– اللجنة الشعبية لإغاثة منكوبي باكستان سنة 1973.
– اللجنة المحلية لإغاثة متضرري السيول في السودان سنة 1988.
– اللجنة المحلية لجمع التبرعات لجمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية سنة 1989.
– اللجنة المحلية لتقديم العون والإيواء و المساعدة للكويتيين إثر الغزو العراقي للكويت سنة 1990.
– اللجنة المجلية لتلقي التبرعات للمتضررين من الفيضانات ببنجلادش سنة 1991.
– الهيئة العامة لاستقبال التبرعات للمجاهدين الأفغان سنة 1980.
– الهيئة العليا لجمع التبرعات للبوسنة والهرسك سنة 1992.
– اللجنة الشعبية لمساعدة أسر شهداء الأردن سنة 1967.
– اللجنة الشعبية لدعم المجهود الحربي في سوريا سنة 1973
– اللجنة المحلية لتلقي التبرعات للمتضررين من الفيضانات في بنجلادش سنة 1991.
– اللجنة العليا لجمع التبرعات لانتفاضة القدس بمنطقة الرياض سنة 2000.
لم يقف جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز عند مستوى تقديم المساعدات المالية للدول العربية والإسلامية، بل إنه حرص على تحقيق الأمان والاستقرار من خلال السعي إلى تحقيق ثلاث غايات أساسية، لخصها عبد الله الشايجي[80] فيما يلي:
– الحرص على التضامن العربي والإسلامي.
– الانفتاح على حركات الإسلام السياسي المعتدلة لبناء سياسة تشاركية في إدارة المنطقة العربية.
– إعداد مشاريع استثمارية كبرى لتنمية اقتصاد دول الخليج بما يحقق الاستقرار السياسي والاجتماعي لها وللعالم العربي والإسلامي.
– توسيع دائرة التبادل التجاري العربي واعتبار العالم العربي منطقة تجارية حرة موحدة وفق قرارات قمة الكويت الاقتصادية سنة 2013.
يتطلب تحقيق هذه الغايات وضع خارطة الطريق تقوم على البرامج التالية:
– بناء مشروع وطني عبر إشراك المؤسسات المدنية والسياسية والبرلمانية في الحوار.
– الإسراع بوقف تنامي النفوذ الإيراني في المنطقة.
– تمتين مواقف دول مجلس التعاون الخليجي الموحدة[81] .
يشير عبد الله الشايجي، في هذا الإطار، إلى أن دول الخليج وعلى رأسها السعودية تمتلك الكثير من القوة الناعمة والقليل من القوة العسكرية الصلبة. يقول:
” وقد آن الأوان لكي نوظف القوة الناعمة في سبيل أن ندفع باتجاه القوة الصلبة.”
وهذا ما قامت به دول مجلس التعاون الخليجي بقيادة المملكة العربية السعودية من خلال ما سمي ب” عاصفة الحزم”، وهي عملية عسكرية نوعية تترجم التوجه الحازم للملك سلمان بن عبد العزيز. يعضد ساعده في ذلك ولي عهده سمو الأمير محمد بن سلمان وذلك لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة العربية، على رأسها سورية وليبيا ومصر والعراق واليمن. يقول جلالته:
“نحن في بلدنا الحمد الله لسنا بحاجة لشيء، ولكن يهمنا الاستقرار في المنطقة، يهمنا استقرار شعوب المنطقة”.
4 – 2 – على مستوى العالم الغربي
4 – 2 – 1- المساعدات
نستهل حديثنا عن المساعدات الخارجية التي قدمتها المملكة العربية السعودية بقول شيرين الطرابلسي مكارتي:
” تعد ثقافة العطاء المتجذِّرة في الإسلام من العوامل المؤثِّرة في الأعمال الإنسانية التي تقوم بها المملكة العربية السعودية باعتبارها مهد الإسلام، ووسيلة قوية تُمكِّن المملكة من القيام بدورها، في ضوء المسؤولية الملقاة على عاتق العاهل السعودي كخادم للحرمين الشريفين. ووفقًا لتقرير صدر
مؤخرًا عن وزارة الداخلية، فإن العمل الإنساني الذي تقوم به المملكة العربية السعودية ينبع من ثقافتها وقيَمها على حد سواء.”[82]
على أساس هذه الخلفية الثقافية والإسلامية، يمكن أن نفهم المساعدات السخية التي تقدمها المملكة العربية السعودية، حيث يقول الدكتور خالد عثمان اليحيى وناتالي فوستيير:
” برزت المملكة العربية السعودية كأكبر دولة مانحة للمساعدات الإنسانية في العالم خارج منظومة الدول الأعضاء في لجنة المساعدات الإنمائية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) ، فقد فاقت المساعدات التي قدمتها السعودية في العديد من الكوارث الطبيعية التي حدثت مؤخرا، تلك التي قدمتها الجهات المانحة الغربية المتعارف عليها.”[83]
إن هذا السخاء في تقديم المساعدات إلى العديد من الدول يترجم اهتمام المملكة العربية السعودية بالشأن الدولي، وذلك من المنطلق الذي عبر عنه جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز بقوله:
” ما قدمته المملكة من مساعدات استوحى دواعيها من قناعة المملكة بضرورة التعاون الدولي بين الجميع.”[84]
غير أن أبرز ما يطبع ثقافة العطاء عند السعوديين بوجه عام، سمة التكتم، وهو ما تؤكده شيرين الطرابلسي – مكارتي بقولها:
“يحرص السعوديون، مثلهم في ذلك مثل سائر المانحين ومحبي الأعمال الخيرية الخليجيين، على توخي الكتمان بشأن أعمال الخير التي يقومون بها، وذلك إعمالا بالتعاليم الإسلامية التي تدعو إلى التصدُّق خُفية حفاظًا على كرامة المستفيدين.”[85]
إلا أن بعد الشفافية يقتضي تجاوز التكتم- رغم سموه- لكي يصبح للعطاء طابع مؤسسي ومعقلن و لكي يسلك نهجا واضحا. إيمانا من جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز بهذه القضية الإنسانية، قام بتأسيس مركز للإغاثة والأعمال الإنسانية يحمل اسم ” مركز سلمان” سنة 2015، وقد قال في حفل وضع حجر الأساس للمركز الدائم لهذا المقر:
“انطلاقاً من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف التي توجب إغاثة الملهوف ومساعدة المحتاج، والمحافظة على حياة الإنسان وكرامته وصحته، وامتداداً للدور الإنساني للمملكة ورسالتها العالمية في هذا المجال، فإننا نعلن تأسيس ووضع حجر الأساس لهذا المركز، الذي سيكون مخصصاً للإغاثة والأعمال الإنسانية ومركزاً دولياً رائداً لإغاثة المجتمعات التي تُعاني من الكوارث بهدف مساعدتها ورفع معاناتها لتعيش حياة كريمة”.
يهدف هذا المركز إلى التنسيق في مجال المساعدات الإنسانية تنظيم المساعدات وتبلغ ميزانيته مليارين ريال سعودي وهويستفيد من التبرعات الحكومية ومن تبرعات الشركات والخواص.
كما تم تنظيم العديد من الحملات لجمع التبرعات وتشجيع العديد من اللجان والهيئات استمرارا للمسار الذي دأبت عليه المملكة العربية السعودية والذي جاءت رؤية 2030 لتقويته وتعزيزه.
في المنحى نفسه تم تأسيس صندوق العيش والمعيشة بمدينة جدة بقيمة 2,5 مليار دولار أمريكي، وهو بشراكة بين البنك الإسلامي للتنمية ومؤسسة بيل ومليندا جيتس. وذلك لانتشال 400 مليون شخصًا من الفقر. [86]
يفسر ذلك الدكتور خالد عثمان اليحيى وناتالي فوستيير بقولهما[87]:
“يُعزَى الإعلان المتزايد للسعودية مؤخرا عن مساعداتها الإنسانية إلى تنامي الشعور لديها بالثقة والاعتزاز الوطني بزيادة نفوذها الاقتصادي الإقليمي والعالمي. يأتي هذا خاصة عقب إدراج المملكة العربية السعودية في مؤسسات صنع السياسات الدولية مثل مجموعة العشرين قائدة الاقتصاديات الصناعية والناشئة، فمما لاشك فيه أن المساعدات الإنسانية تعتبر أحد المجالات التي يمكن أن تعزز بها السعودية مكانتها ونفوذها.
لقد عمل جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز من خلال مساعداته المالية الهامة ومن خلال علاقاته الدولية على جعل المملكة العربية السعودية تحتل موقعها المتميز ضمن الخريطة السياسية العالمية ويكون لها مركز الثقل في العالم العربي والإسلامي، ويكون لها إسهام في صنع القرار في العالم،
4 -2 – 2 – العلاقات الدولية
في إطار تمتين العلاقات مع دول العالم قام جلالة الملك سلمان بالعديد من الزيارات منذ أن كان أميرا فقد تعددت زياراته إلى عواصم العالم الأسيوية و الغربية.
يقول الدمام عبيد السحيبي:
“يقول المحللون السياسيون عن تلك الزيارات، إنها تمثل مؤشرا للاتجاه السياسي السعودي خلال الفترة المقبلة، حيث ستذهب السعودية إلى أبعد مدى في سياستها الخارجية بناء على بوصلة مصالحها السياسية والاقتصادية، وإنها لن تضع بيضها في سلة واحدة وإن محيط رؤية السياسة السعودية منفتح على محيط 360 درجة، تنظر فيها إلى العالم دون أن تحصر نفسها في وضع معين”[88]
وفقا لهذه الاستراتيجية، زار فرنسا سنة 1407هـ الموافق ل1987 م، حيث عبر في كلمة ألقاها في باريس عن قناعته: :
” بإقامة أمتن الروابط مع الدول الصديقة مثل فرنسا.”[89]
كما قام بزيارة مجموعة من البلدان على رأسها بريطانيا والولايات المتحدة وإسبانيا وتركيا واليابان والصين والهند وباكستان والمالديف وأستراليا.[90]
ومما ضاعف من تقوية السياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية دور الوساطة بين الدول لحل الخلافات بيتها. في هذا الاتجاه، أعلنت المملكة العربية السعودية خلال اجتماعات الجمعية العامة، تحرير عشرة مقاتلين أجانب، بينهم أميركيان، كانت روسيا قد اعتقلتهم واحتجزتهم -وهي خطوة تحققت بفعل علاقاتهم الوثيقة مع موسكو. [91] قام بهذه الوساطة سمو الأمير محمد بن سلمان، حيث ورد في بيان لوزارة الخارجية السعودية:
” إنه انطلاقاً من اهتمامات الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، واستمراراً لجهوده في تبني المبادرات الإنسانية تجاه الأزمة الروسية – الأوكرانية، وبفضل مساعيه المستمرة مع الدول ذات العلاقة، تم بتوفيق الله نجاح وساطته بالإفراج عن عشرة أسرى من مواطني المملكة المغربية، والولايات المتحدة الأميركية، والمملكة المتحدة، ومملكة السويد، وجمهورية كرواتيا.” [92]
هذا ما يؤكد إصرار المملكة العربية السعودية على أن تجد موقعا استراتيجيا على الخريطة السياسية العالمية، ويثبت سعي جلالة الملك سلمان وولي عهده سمو الأمير محمد بن سلمان على جعلها في صدارة الدول الصانعة للقرار السياسي على المستوى العالمي.
خاتمة
تقف هذه النماذج من إنجازات خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز شاهدة على سياسته الرشيدة وتخطيطه الحكيم التي قاد المملكة العربية السعودية إلى تحقيق ازدهار لم يسبق لها مثيل على جميع المستويات والأصعدة. بحيث أضحت من أفضل الدول في العالم العربي والإسلامي. وهذا ما جعله يحتل الرتبة الرابعة عشر ضمن قائمة أوائل الشخصيات الأكثر نفوذاً في العالم. لم يأت هذا من فراغ كما يؤكد عبدالعزيز العنبر:
” فقد عرف عنه –حفظه الله- منذ أن كان أميراً لمنطقة الرياض الحزم والحسم، كما عرف عنه خبرته وحنكته السياسية على الصعيدين المحلي والخارجي، وتلمسه لأوضاع شعبه وقربه من همومه وأوجاعه، وملازمته وقربه من صانع القرار جعلت رؤيته للمستقبل أشبه بصمام الأمن.”
وقد صنفته مجلة (فوربس) الأميركية بوصفه أقوى شخصية في العالم العربي لسنة2015م. وأقرت أن المملكة العربية السعودية شهدت في عهده طفرة نوعية هامة في مختلف المجالات “.[93]
جاء في ذكرى تجديد البيعة في كلمة وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لشؤون المعاهد العلمية رئيس وحدة التوعية الفكرية في الجامعة
“فما تحقق في عهده الميمون وحقبته المباركة من نجاحات ومكتسبات في اﻟﻤﺠالات السياسية والاقتصادية والتنموية والاجتماعية يعد إعجازا بمقياس الزمن، وقوة راسخة ممتدة، وتحولات نوعية لا تحصرها لغة الأرقام والإحصاءات …يساند مليكنا ويشد من أزره ولي العهد الأمين والساعد القوي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بنسلمان بن عبدالعزيز -أيدهما لله وأعزهما-[94]
وخير ما نختم به هذا المقال قول الدكتور فهد العتيبي في مقاله المعنون ب”الله يوفق سلمان”:[95]
” المتابع للإنجازات الكبيرة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله- يجد نفسه أمام شخصية فريدة امتلكت مقومات النجاح واستغلتها في بناء تجاوز بناء الذات إلى بناء الوطن بأكمله، فالذكاء والتطلع والدقة والطموح العالي والأمانة والحزم.. إلخ كلها سمات شخصية له -حفظه الله- تم صقلها وتنميتها عبر التتلمذ على يد الملك عبد العزيز -طيب الله ثراه- وفي مجالسه العامرة التي كانت أكاديميات سياسية واقتصادية واجتماعية ودينية، ثم كانت معاصرته -حفظه الله- لجميع ملوك المملكة رافداً مهما من روافد بناء هذه الشخصية القيادية الفذة.”
لائحة المراجع
– آل درويش. أحمد وآخرون: المملكة العربية السعودية معالجة التحديات الاقتصادية الناشئة
للمحافظة على النمو..صندوق النقد الدولي . إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى.2015.
– الدرسي. دعاء: ذكرى البيعة السادسة للملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله إشراف الدكتورة
هنادي بخاري. المملكة العربية السعودية وزارة التعليم العالي- جامعة أم القرى قسم المناهج
وطرق التدريس تقويم المناهج و البرامج التعليمية.
– الحماد. عبد العزيز بن عبد الرحمن بن حمد : جهود صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد
العزيز آل سعود في الدعوة إلى الله. رسالة لنيل الماجستير إشراف الدكتور غازي بن غزاي
المطيري 1434- 1435.
– الرويشد. عبد الرحمن بن سليمان: الجداول الأسرية لسلالات العائلة المالكة. دار الشبل. الرياض
1419هـ.
– الحمد. جواد: أثر الربيع العربي على دول مجلس التعاون الخليجي- مؤتمر السنوي لمراكز الأبحاث
العربية- دول مجلس التعاون الخليجي السياسة والاقتصاد في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية
7 – 8 ديسمبر 2014.
– الخطيب. ممدوح عوض: التنويع وأثره في النمو الاقتصادي السعودي. مجلة جامعة الملك سعود. 26.
– العتيبي. نجاح: رؤية 2030 إصلاح في المملكة العربية السعودية تقرير خاص ص 22. مركز فيصل
للبحوث و الدراسات الإسلامية.2020م.
– الطائي. عبد الرزاق خلف محمد. النظام القضائي في المملكة العربية السعودية نشأته وتطوره.
مركز الدراسات الإقليمية- جامعة الموصل.. مجلة الرافدين للحقوق2009. المجلد 11.
– اليحيى. خالد عثمان- فوستيير. ناتالي المملكة العربية السعودية كجهة مانحة للمساعدات الإنسانية:
جهود دولية ضخمة، مع ضعف في القدرات المؤسسية والتنظيمية . المعهد العالمي للسياسات
العامة 2011.
– الشايجي. عبد الله : نحن في قلب العاصفة صحيفة الوطن 5\8\2015.
– صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود: خطب وكلمات: جمع دارة الملك عبد
العزيز، الرياض 1434هـ.
– تركي . عبد الله بن عبد الله بن المحسن: مسؤولية الدولة الإسلامية عن الدعوة ونموذج المملكة
العربية السعودية. مركز البحوث و الدراسات الإسلامية 1996.
– نويصر. سارة ناصر : قياس إنتاجية الصناعات التحويلية في المملكة العربية السعودية. إدارة الأبحاث
الاقتصادية. مؤسسة النقد العربي السعودي. أكتوبر 2020.
– عبد القادر . أسماء أبو بكر والعزازي. سعاد إبراهيم: وعي الطالبات الخريجات بأهداف رؤية المملكة
العربية السعودية 2030. دراسة ميدانية.. مجلة البحث العلمي في الآداب2018. العدد 19
الجزء 10.
– الطرابلسي-مكارتي. شيرين : مملكة الإنسانية؟ قيم المملكة العربية السعودية وأنظمتها ومصالحها في
مجال العمل الإنساني. ترجمة: أمنية نوح. فريق السياسات الإنسانية. معهد التنمية فيما
وراء البحار لندن، المملكة المتحدة 2017.
المراجع الإلكترونية
الرباعي. علي : عاشق التاريخ وراعي التجديد الملك سلمان..التصالح مع الأصالة والانفتاح على المعاصرة جريدة عكاظ السبت 23 سبتمبر 2017. https://www.okaz.com.sa/saudi-national-day/na/1574260
الجزيرة الرياض : على خطى والده المؤسس، الأمير سلمان ناشرا و راعيا للكتب. الأربعاء 18 ذي الحجة 1431هـ العدد 13936. https://www.al-jazirah.com/2010/20101124/xx1.htm
– باناغو. جون : مستقبل السياحة في المملكة العربية السعودية. الشباب السعودي في قطاع السياحة: التطلعات والتوجهات المستقبلية. https://www.redseaglobal.com/media/Future_Faces_White_Paper_Arabic
– مجموعة سيرا: تحليل ّ مفصل لقطاع السياحة والسفر في المملكة العربية السعودية. 2019 https://www.seera.sa/wp-content/uploads/2019/12/Seera-Skift-Report-Arabic.pdf
– مرغلاني. محمد: حول شركة البحر الأحمر للتطوير مستقبل السياحة في المملكة العربية السعودية. الشباب السعوي في قطاع السياحة: التطلعات والتوجهات المستقبلية. https://www.redseaglobal.com/media/Future_Faces_White_Paper_Arabic.pdf
– رسالة الفرع – وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد2020. https://www.moia.gov.sa/AboutMinistry/Branches/Easternprovince/Pages/mission.aspx
– نظام الأحوال الشخصية : قانون جديد لتنظيمه في السعودية، فما تفاصيله 11 مارس 2022. https://www.bbc.com/arabic/trending-60711231
– الشورى السعودي يوافق على مشروع نظام المعاملات المدنية. الشرق الأوسط الإثنين 28
شوال1443هـ\30 مايو 2022م. https://aawsat.com/home/article/3674911
– مشروع نظام العقوبات في السعودية ينهي مزاجية الأحكام القائمة على الشريعة. جريدة العرب
15\7\.2022 . https://alarab.co.uk
– الدوسري. محمد : نظام الإثبات السعودي 18 نوفمبر 2022. https://mohamie-riyadh.com/
– سمو الأمير محمد بن سلمان: رؤية المملكة العربية السعودية. http://argaamplus.s3.amazonaws.com/bfd53df4-6fa6-46c4-9a1e-579d6ebabd3b.pdf
– العربية السعودية الثانية بين دول العشرين في التنافسية الرقمية https://www.alarabiya.net/aswaq/economy/2021/09/05
– نحو تنمية مستدامة للمملكة العربية السعودية الاستعراض الطوعي الوطني الأول ـ\2018. https://sustainabledevelopment.un.org/content/documents/20233SDGs_Arabic_Report_97
– عبد العزيز حمد العويشق: تطور القوانين السعودية والمعايير الدولية. الشرق الأوسط 7شوال 1442هـ \19 مايو 2021م العدد 15513. https://aawsat.com/home/article/2980441
– حقوق المرأة في السعودية. معرفة. https://www.marefa.org/
– السلمي. مشعل بن فهم: دور المملكة العربية السعودية في خدمة قضايا العالم العربي. ندوة جهود
المملكة العربية السعودية في خدمة قضايا العالم العربي كلية الشريعة و الدراسات الإسلامية-
جامعة القرى 2019 . https://drive.uqu.edu.sa/_/colshria/files
– السحيبي. الدمام عبيد: الزيارات الخارجية للملك سلمان تؤكد أن السياسة السعودية محيط رؤيتها
360 درجة – الشرق الأوسط الأربعاء – 7 شهر ربيع الثاني 1436 هـ – 28 يناير 2015 م. https://aawsat.com/home/article/275456
– سميت ديوان. كريستين : السياسة الخارجية السعودية القومية الجديدة. معهد دول الخليج العربية
في واشنطن. 31 أكتوبر 2022. https://agsiw.org/ar/saudi-arabias-new-nationalist-foreign-
– وساطة ولي العهد السعودي تنجح في تأمين الإفراج عن أسرى أجانب في إطار عملية تبادل روسيةـ أوكرانية. الشرق الأوسط 22 سبتمبر 2022. رقم العدد 16004 https://aawsat.com/home/article/
– عبدالعزيز العنبر جريدة الرياض 25 محرم 1437 هـ (أم القرى)- 7 نوفمبر 2015م – العدد 17302.
– الاقتصادية . جريدة العرب الاقتصادية الدولية الأربعاء 20 نوفمبر 2019. https://www.aleqt.com/2019/11/20/article_1716741.html
السيرة الذاتية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود. وكالة الأنباء السعودية https://www.spa.gov.sa/king-cv.ar.php
الرؤية الجديدة … إنشاء أكبر متحف إسلامي في الرياض . الشرق الأوسط 18 رجب 1437هـ الموافق 26 أبريل 2016. الرياض. https://aawsat.com/home/article/625561
الجزيرة الرياض: على خطى والده المؤسس، الأمير سلمان ناشرا و راعيا للكتب. الأربعاء 18 ذي الحجة 1431هـ العدد 13936. https://www.al-jazirah.com/2010/20101124/xx1.htm
المراجع الأجنبية
-Almowanes . Abdurahman. :History of Computing in Saudi Arabia: A Cultural Perspective ;
International Journal of Social Science and Humanity, Vol. 7, No. 7, July 2017.
– Dazi-Héni . Fatiha :La monarchie Al Saoud sous le roi Salman Plus offensif dans sa
diplomatie régionale, le royaume envisage un virage sur le plan interne, afin de
changer les termes du pacte social qui lie la monarchie à la société. AFKAR/IDEES,
Printemps 2016.
– Gause. F. Gregory : Saudi Regime Stability and Challenges in Salman’s Legacy The
Dilemmas of a New Era in Saudi Arabia ;oxford university Press Madawi Al-Rasheed
– Hertog. Steffen: Challenges to the Saudi Distributional State in the Age of Austerity. In: Saudi
Arabia: Domestic, Regional and International Challenges- 2016-12-13, Singapore.
[1] – عبد الرحمن بن سليمان الرويشد: الجداول الأسرية لسلالات العائلة المالكة. دار الشبل. الرياض 1419 هـ .ص 17
[2] – وكالة الأنباء السعودية. https://www.spa.gov.sa/king-cv.ar.php
[3] – ن.م
[4] – دعاء الدرسي: ذكرى البيعة السادسة للملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله إشراف الدكتورة هنادي بخاري. المملكة العربية السعودية وزارة التعليم العالي جامعة أم القرى قسم المناهج وطرق التدريس تقويم المناهج و البرامج التعليمية.
[5] – عبد العزيز بن عبد الرحمن بن حمد الحماد: جهود صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود في الدعوة إلى الله. رسالة لنيل الماجستير. إشراف الدكتور غازي بن غزاي المطيري 1434- 1435.
[6] – ن. م. نقلا عن الجزيرة الرياض: على خطى والده المؤسس، الأمير سلمان ناشرا و راعيا للكتب. الأربعاء 18 ذي الحجة 1431هـ العدد 13936. https://www.al-jazirah.com/2010/20101124/xx1.htm
[7]– السيرة الذاتية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود. وكالة الأنباء السعودية. https://www.spa.gov.sa/king-cv.ar.php
[8] – Fatiha Dazi-Héni :La monarchie Al Saoud sous le roi Salman Plus offensif dans sa diplomatie régionale, le royaume envisage un virage sur le plan interne, afin de changer les termes du pacte social qui lie la monarchie à la société. AFKAR/IDEES, PRINTEMPS 2016.
[9] – الملك سلمان …التصالح مع الأصالة والانفتاح على المعاصرة. عكاظ 3 محرم 1439 هـ الموافق 23 سبتمبر 2017
[10] – علي الرباعي:عاشق التاريخ وراعي التجديد الملك سلمان: التصالح مع الأصالة والانفتاح على المعاصرة. عكاظ السبت 23 سبتمبر 2017.
https://www.okaz.com.sa/saudi-national-day/na/1574260
[11] – ن. م. نقلا عن الأمير محمد ابن سعد بن عبد العزيز آل سعود: سلمان مهندس الإنجازات. عدد خاص من مجلة إمارة منطقة الرياض.العدد 17 جمادى الأولى 1433 بتصرف.
[12] – عبد العزيز بن عبد الرحمن بن حمد الحماد: جهود صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود في الدعوة إلى الله.ص
[13] – وكالة الأنباء السعودية.مرجع سابق.
[15] – وكالة الأنباء السعودية. https://www.spa.gov.sa/king-cv.ar.php
[16] – موقع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد- الأمانة العامة لمسابقة القرآن الكريم المحلية والدولية – الالكتروني.
[17] – رسالة الفرع. وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد2020.
[18] – عبد العزيز بن عبد الرحمن بن حمد الحماد: جهود صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود في الدعوة إلى الله..ص
[19] – عبد الله تركي: مسؤولية الدولة الإسلامية عن الدعوة ونموذج المملكة العربية السعودية ص 91. مركز البحوث والدراسات الإسلامية 1996.
[20] – الرؤية الجديدة … إنشاء أكبر متحف إسلامي في الرياض . الشرق الأوسط 18 رجب 1437هـ الموافق 26 أبريل 2016. الرياض. https://aawsat.com/home/article/625561
[21] – ن. م. ص 233. نقلا عن فيصل الأسمري: المقدمة في الرعاية الاجتماعية. جامعة الملك سعود.
[22] – أحمد آل درويش وآخرون: المملكة العربية السعودية معالجة التحديات الاقتصادية الناشئة للمحافظة على النمو.ص 20. صندوق النقد الدولي . إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى.2015.
23- رؤية 2030 المملكة العربية السعودية. https://www.vision2030.gov.sa/media/5ptbkbxn/saudi_vision2030_ar.pdf
[24] – ن. م. ص 7.
[25] – ن. م ص 13.
[26] – الدكتور ممدوح عوض الخطيب التنويع وأثره في النمو الاقتصادي السعودي ص 111. مجلة جامعة الملك سعود م 26 – الرياض 2014 م الموافق ل1435 هـ
[27] – ن.م ص 114.
[28] – ن. م ص 115.
[29] – النمو الاقتصادي في العربية السعودية https://www.vision2030.gov.sa/ar/thekingdom/explore/economy
[30] – يصدر تقرير التنافسية العالمي عن المنتدى الاقتصادي العالمي ويشمل 140 دولة عبر العالم و هو يقارن بين هذه الدول لقياس
قدرتها على تحقيق النمو لشعوبها.
[31] – الشرق الأوسط الثلاثاء – 7 ذو القعدة 1443 هـ – 07 يونيو 2022 م https://aawsat.com/home/article/3689836
[32] – القبس https://www.alqabas.com/article/363432 .
[33] – الخليج الجديد الجمعة 22 فبراير 2019 12:02 م https://thenewkhalij.news/article/140665/
[34] – مال 26 يونيو 2019. https://maaal.com/archives/201906/124894/
[35] – سارة ناصر نويصر : قياس إنتاجية الصناعات التحويلية في المملكة العربية السعودية. إدارة الأبحاث الاقتصادية . مؤسسة النقد العربي السعودي. أكتوبر 2020.
[36] – ن. م ص 2.
[37] – ن. م ص 4.
[38] – تحليل ّ مفصل لقطاع السياحة والسفر في المملكة العربية السعودية ص 7 .تقديم سيرا2019 https://www.seera.sa/wp-content/uploads/2019/12/Seera-Skift-Report-Arabic.pdf
[39] – ن. م . ص12
[40] – محمد مرغلاني: حول شركة البحر الأحمر للتطوير مستقبل السياحة في المملكة العربية السعودية. الشباب السعوي في قطاع السياحة: التطلعات والتوجهات المستقبلية ص34 https://www.redseaglobal.com/media/Future_Faces_White_Paper_Arabic.pd
[41] -جون باناغو الرئيس التنفيذي لشركة البحر الأحمر للتطوير .ص6 مستقبل السياحة في المملكة العربية السعودية. الشباب السعودي في قطاع السياحة: التطلعات والتوجهات المستقبلية https://www.redseaglobal.com/media/Future_Faces_White_Paper_Arabic.
[42] – رؤية 2030 ص 37. مرجع مذكور.
[43] – ن . م ص 41.
[44] – نجاح العتيبي رؤية 2030 إصلاح في المملكة العربية السعودية تقرير خاص ص 22. مركز فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية.2020م \1442 هـ.
[45] – ن .م. ص – 23 – 24.
[46] – نجاح العتيبي ص 24. مرجع مذكور.
[47] – ن. م. ص25.
[48] – الدكتورة أسماء أبو بكر عبد القادر و الدكتورة سعاد إبراهيم العزازي: وعي الطالبات الخريجات بأهداف رؤية المملكة العربية السعودية 2030. دراسة ميدانية. ص 7. مجلة البحث العلمي في الآدالب. العدد 19لسنة 2018ج 10.
[49] -Steffen Hertog: Challenges to the Saudi Distributional State in the Age of Austerity. p75
[50]– الاقتصادية. جريدة العرب الاقتصادية الدولية الأربعاء 20 نوفمبر 2019. . https://www.aleqt.com/2019/11/20/article_1716741.html
[51] – سمو الأمير محمد بن سلمان ص 27. مرجع مذكور.
[52] – ن.م . ص26.
[53] – ن. م. ص 28.
[54] – A. Almowanes :History of Computing in Saudi Arabia: A Cultural Perspective ; International Journal of Social Science and Humanity, Vol. 7, No. 7, July 2017 p 441.
[55] – سمو الأمير محمد بن سلمان:رؤية المملكة العربية السعودية http://argaamplus.s3.amazonaws.com/bfd53df4-6fa6-46c4-9a1e-579d6ebabd3b.pdf
[56] – العربية : السعودية الثانية بين دول العشرين في التنافسية الرقمية https://www.alarabiya.net/aswaq/economy/2021/09/05
[57] – سمو الأمير محمد بن سلمان ص 26. مرجع مذكور.
[58] نحو تنمية مستدامة للمملكة العربية السعودية الاستعراض الطوعي الوطني الأول 1439ه ـ\2018. ص 90. https://sustainabledevelopment.un.org/content/documents/20233SDGs_Arabic_Report_972018_FINAL.pdf
[59] – ن. م ص 96.
[60] – ن. م. ص 96.
[61] – العربية : السعودية الثانية بين دول العشرين في التنافسية الرقمية https://www.alarabiya.net/aswaq/economy/2021/09/05
[62] – السيد عبد الرزاق خلف محمد الطائي. النظام القضائي في المملكة العربية السعودية نشأته وتطوره ص119. مركز الدراسات الإقليمية \ جامعة الموصل.. مجلة الرافدين للحقوق، المجلد 11 العدد 2009.
[63] – الدكتور عبد العزيز حمد العويشق: تطور القوانين السعودية والمعايير الدولية. الشرق الأوسط 7شوال 1442هـ\19 مايو 2021م العدد 15513. https://aawsat.com/home/article/2980441
[64] – ن. م. .
[65] – نظام الأحوال الشخصية : قانون جديد لتنظيمه في السعودية ، فما تفاصيله 11 مارس 2022. https://www.bbc.com/arabic/trending-60711231
[66] – ن. م.
[67] – الشورى السعودي يوافق على مشروع نظام المعاملات المدنية. الشرق الأوسط الإثنين 28 شوال1443هـ\30 مايو 2022م. https://aawsat.com/home/article/3674911
[68] – مشروع نظام العقوبات في السعودية ينهي مزاجية الأحكام القائمة على الشريعة. جريدة العرب 15\7\.2022 . https://alarab.co.uk/
[69] – الأستاذ محمد الدوسري: نظام الإثبات السعودي 18 نوفمبر 2022. https://mohamie-riyadh.com/
[70] – F. Gregory Gause : Saudi Regime Stability and Challenges in Salman’s Legacy The Dilemmas of a New Era
in Saudi Arabia ;oxford university Press Madawi Al-Rasheed 2018.p 36 .
[71] – حقوق المرأة في السعودية. معرفة. https://www.marefa.org/
[72] – الدكتور د.خالد عثمان اليحيى∙ ناتالي فوستيير المملكة العربية السعودية كجهة مانحة للمساعدات الإنسانية : جهود دولية ضخمة، مع ضعف في القدرات المؤسسية والتنظيمية ص 1 . المعهد العالمي للسياسات العامة 2011.
[73] – عبد العزيز بن عبد الرحمن بن حمد الحماد: جهود صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود في الدعوة إلى الله.ص225 . مرجع مذكور.
[74] – كتاب وطن في أمير للأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود جامعة أ/ القرى ص 18- 189ز
[75] – عبد العزيز بن عبد الرحمن بن حمد الحماد: جهود صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود في الدعوة إلى الله.ص 227. مرجع مذكور.
[76] – ن. م. ص 228.
[77] – ن. م. ص 229
[78] – الدكتور مشعل بن فهم السلمي: دور المملكة العربية السعودية في خدمة قضايا العالم العربي. ندوة جهود المملكة العربية السعودية في خدمة قضايا العالم العربي كلية الشريعة و الدراسات الإسلامية- جامعة القرى 2019. https://drive.uqu.edu.sa/_/colshria/files
[79] – عبد العزيز بن عبد الرحمن بن حمد الحماد: جهود صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود في الدعوة إلى الله.ن./ ص 206. مرجع مذكور.
[80] – عبد الله الشايجي في الشرق الأوسط الجديد نحن في قلب العاصفة صحيفة الوطن 5\8\2015.
[81] – جواد الحمد أثر الربيع العربي على دول مجلس التعاون الخليجي قدمت في مؤتمر السنوي لمراكز الأبحاث العربية – دول مجلس التعاون الخليجي السياسة والاقتصاد في ظل المتغيرات الإقليمية و الدولية 7 – 8 ديسمبر 2014.
[82] – شيرين الطرابلسي -مكارتي: مملكة الإنسانية؟ قيم المملكة العربية السعودية وأنظمتها ومصالحها في مجال العمل الإنساني ص 15. ترجمة: أمنية نوح. فريق السياسات الإنسانية. معهد التنمية فيما وراء البحار لندن، المملكة المتحدة 2017.
[83] – الدكتور خالد عثمان اليحيى و ناتالي فوستيير المملكة العربية السعودية كجهة مانحة للمساعدات الإنسانية : جهود دولية ضخمة ، مع ضعف في القدرات المؤسسية.ص 1. المعهد العالمي للسياسات العامة2011.
[84] – صاحب السمو الملكي سلمان : خطب وكلمات ص 65.
[85] -.شيرين الطرابلسي -مكارتي: ص 9 مرجع مذكور.
[86] – ن.م ص 11.
[87] -. د.خالد عثمان يحيى ∙ ناتالي فوستيير. ص6. مرجع مذكور.
[88] – الدمام عبيد السحيبي: الزيارات الخارجية للملك سلمان تؤكد أن السياسة السعودية محيط رؤيتها 360 درجة – الشرق الأوسط الأربعاء – 7 شهر ربيع الثاني 1436 هـ – 28 يناير 2015 مـ https://aawsat.com/home/article/275456
[89] – صاحب السمو الملكي سلمان : خطب وكلمات ص 61. م جع مذكور.
[90] – الدمام عبيد السحيبي: الزيارات الخارجية للملك سلمان تؤكد أن السياسة السعودية محيط رؤيتها 360 درجة. مرجع مذكور.
[91] – كريستين سميت ديوان : السياسة الخارجية السعودية القومية الجديدة. معهد دول الخليج العربية في واشنطن. 31 أكتوبر 2022. https://agsiw.org/ar/saudi-arabias-new-nationalist-foreign-policy-arabic /
[92] – وساطة ولي العهد السعودي تنجح في تأمين الإفراج عن أسرى أجانب في إطار عملية تبادل روسية ـ أوكرانية. الشرق الأوسط 22 سبتمبر 2022. رقم العدد 16004. https://aawsat.com/home/article/ .
[93] – عبدالعزيز العنبر جريدة الرياض السبت 25 محرم 1437 هـ (أم القرى)- 7 نوفمبر 2015م – العدد 17302
[94] – ذكرى البيعة: تجديد الولاء لملك الحزم والعزم، وشكر المنعم على اللحمة والوحدة، والآلاء والنعم
https://imamu.edu.sa/news/Pages/news_20-12-2017_1.aspx
[95] – جريدة الرياض الاثنين 5 ربيع الأول 1443هـ 11 أكتوبر 2021م.